|
|
| الإيمان بالبعث بعد الموت | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
نجمه بالسما -.-
الاوسمة : الهواية : المزاج : المهنة : علم البلد : عدد المساهمات : 2449 تاريخ التسجيل : 17/02/2011 العمل/الترفيه : sport لاتحزن : متقلب
| موضوع: الإيمان بالبعث بعد الموت 2011-03-30, 15:46 | |
|
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد: فإن من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمانَ بالبعث بعد الموت، قال الطحاوي - رحمه الله -: الإيمانُ بالمعاد مما دلَّ عليه الكتابُ والسنة والعقلُ والفطرة، فأخبر الله - سبحانه - عنه في كتابه العزيز وأقام الدليل عليه، وردَّ على مُنكريه في غالب سُوَر القرآن. قال - تعالى -: ﴿ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [التغابن: 7]، وقال - تعالى -: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾ [الحج:6، 7]، وقال - تعالى -: ﴿ وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا * قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا * أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا ﴾ [الإسراء: 49 - 51][1]. ففي الآية الكريمة الأخيرة، يقول - تعالى - مخبرًا عن الكفار المستبعِدين المعادَ، القائلين على وجه الإنكار: إذا كنا عظامًا ورفاتًا - أي: ترابًا - إنا لمبعوثون خلقًا جديدًا؟ ثم أمر الله رسولَه أن يجيبهم فيقول: ﴿ قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا ﴾؛ إذ هما أشدُّ امتناعًا من العظام والرفات، ﴿ أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ﴾؛ يعني السماء والأرض والجبال، ﴿ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا ﴾؛ أي: من يعيدنا إذا كنا حجارة أو حديدًا أو خلقًا آخر شديدًا؟ ﴿قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾؛ أي: الذي خلقكم ولم تكونوا شيئًا مذكورًا, كما قال - تعالى -: ﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ﴾ [الإنسان: 1]، ثم صرتم بشرًا تنتشرون، فإنه قادر على إعادتكم ولو صرتم إلى أي حال، قال - تعالى -: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ﴾ [الروم: 27][2]. روى الترمذي في سننه من حديث عليٍّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يؤمن عبدٌ حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلا الله وأني محمد رسولُ الله، بعثني بالحق، ويؤمن بالموت، وبالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقَدَر))[3]. وقال - تعالى -: ﴿ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [يس: 78 - 83]. قال بعضهم: لو رام أعلمُ البشر وأفصحُهم وأقدرُهم على البيان، أن يأتي بأحسنَ من هذه الحجةِ أو بمثلها، بألفاظٍ تشابه هذه الألفاظَ في الإيجاز، ووضع الأدلة، وصحة البرهان - ما قَدَر[4]. قال الطحاوي - رحمه الله -: والقول الذي عليه السلف وجمهور العقلاء أن الأجسام تتقلب من حالٍ إلى حال، فتستحيل ترابًا، ثم ينشِئها الله نشأة أخرى كما استحال في النشأة الأولى، فإنه كان نطفةً، ثم صار علقة، ثم صار مضغة، ثم صار عظامًا ولحمًا، ثم أنشأه خلقًا سويًّا, كذلك الإعادة، يعيده الله بعد أن يبلى كله إلا عَجْب الذَّنَب, وهو عظمٌ لطيف في أصل الصلب، وهو رأس العصعص[5]. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كلُّ ابنِ آدم يأكله الترابُ إلا عَجْبَ الذَّنَب، منه خُلق، وفيه يركَّب))[6]. قد يقول قائل: ربما يؤكل الإنسان من قِبَل السباع، أو الحيتان في البحر، أو يحترق تمامًا فلا يبقى من جسده شيء، فما الجواب عن ذلك؟ فيقال: إن الأمر هيِّن على الله، يقول: كن فيكون، وقدرة الله فوق ما نتصوره، والله على كل شيءٍ قدير، روى البخاري في صحيحه من حديث حذيفةَ - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن رجلاً حضره الموتُ، فلما يئس من الحياة أوصى أهله: إذا أنا مِتُّ فاجمعوا لي حطبًا كثيرًا، وأوقدوا فيه نارًا حتى إذا أكلتْ لحمي، وخلصت إلى عظمي فامتُحِشت، فخذوها فاطحنوها، ثم انظروا يومًا راحًا فاذروه في اليمِّ، ففعلوا، فجمعه الله فقال له: لِمَ فعلتَ ذلك؟ قال: من خشيتك، فغفر الله له))[7]. قال عبدالله الأندلسي: وَالبَعْثُ بَعْدَ المَوْتِ وَعْدٌ صَادِقٌ بِإِعَادَةِ الأَرْوَاحِ فِي الأَبْدَانِ
| وقال أبو تمام: فَيَا لَيْتَنِي مِنْ بَعْدِ مَوْتِي وَمَبْعَثِي أَكُونُ رُفَاتًا لاَ عَلَيَّ وَلاَ لِيَا
| فإذا آمنَ المؤمن وصدَّق بالبعث بعد الموت، وهو ركنٌ من أركان الإيمان الستة، وأن الله على كل شيء قدير، كما قال - تعالى -: ﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [لقمان: 28]، حاسَبَ نفسَه على كل صغيرة وكبيرة، واستعدَّ للقاء الله، قال - تعالى -: ﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الحجر: 92، 93]، وقال - تعالى -: ﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ ﴾} [الصافات: 24]. روى الترمذي في سننه من حديث أبي برزةَ الأسلمي - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل: عن عمره فيمَ أفناه؟ وعن عمله فيمَ فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه؟ وعن جسمه فيمَ أبلاه؟))[8]، قال عمر - رضي الله عنه -: "حاسِبوا أنفسكم قبل أن تحاسَبوا، وزِنُوها قبل أن توزنوا، وتهيؤوا للعرض الأكبر على الله". قال الشاعر: وَلَوْ أَنَّا إِذَا مِتْنَا تُرِكْنَا لَكَانَ المَوْتُ رَاحَةَ كُلِّ حَيِّ وَلَكِنَّا إِذَا مِتْنَا بُعِثْنَا وَنُسْأَلُ بَعْدَهَا عَنْ كُلِّ شَيِّ
| والحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] "العقيدة الطحاوية" ص 456.
[2] "تفسير ابن كثير" (9/ 25 - 27).
[3] ص 357، برقم 2145، وصححه الألباني - رحمه الله - في "صحيح سنن الترمذي" (2/227) برقم 1744.
[4] "العقيدة الطحاوية" ص 460.
[5] "العقيدة الطحاوية" ص 463.
[6] صحيح مسلم، ص 1186، برقم 2955 واللفظ له، وصحيح البخاري، ص 976، برقم 4935.
[7] ص 665، رقم 3452.
[8] ص 396، برقم 2417، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد: فإن من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمانَ بالبعث بعد الموت، قال الطحاوي - رحمه الله -: الإيمانُ بالمعاد مما دلَّ عليه الكتابُ والسنة والعقلُ والفطرة، فأخبر الله - سبحانه - عنه في كتابه العزيز وأقام الدليل عليه، وردَّ على مُنكريه في غالب سُوَر القرآن. قال - تعالى -: ﴿ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [التغابن: 7]، وقال - تعالى -: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾ [الحج:6، 7]، وقال - تعالى -: ﴿ وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا * قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا * أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا ﴾ [الإسراء: 49 - 51][1]. ففي الآية الكريمة الأخيرة، يقول - تعالى - مخبرًا عن الكفار المستبعِدين المعادَ، القائلين على وجه الإنكار: إذا كنا عظامًا ورفاتًا - أي: ترابًا - إنا لمبعوثون خلقًا جديدًا؟ ثم أمر الله رسولَه أن يجيبهم فيقول: ﴿ قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا ﴾؛ إذ هما أشدُّ امتناعًا من العظام والرفات، ﴿ أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ﴾؛ يعني السماء والأرض والجبال، ﴿ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا ﴾؛ أي: من يعيدنا إذا كنا حجارة أو حديدًا أو خلقًا آخر شديدًا؟ ﴿قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾؛ أي: الذي خلقكم ولم تكونوا شيئًا مذكورًا, كما قال - تعالى -: ﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ﴾ [الإنسان: 1]، ثم صرتم بشرًا تنتشرون، فإنه قادر على إعادتكم ولو صرتم إلى أي حال، قال - تعالى -: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ﴾ [الروم: 27][2]. روى الترمذي في سننه من حديث عليٍّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يؤمن عبدٌ حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلا الله وأني محمد رسولُ الله، بعثني بالحق، ويؤمن بالموت، وبالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقَدَر))[3]. وقال - تعالى -: ﴿ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [يس: 78 - 83]. قال بعضهم: لو رام أعلمُ البشر وأفصحُهم وأقدرُهم على البيان، أن يأتي بأحسنَ من هذه الحجةِ أو بمثلها، بألفاظٍ تشابه هذه الألفاظَ في الإيجاز، ووضع الأدلة، وصحة البرهان - ما قَدَر[4]. قال الطحاوي - رحمه الله -: والقول الذي عليه السلف وجمهور العقلاء أن الأجسام تتقلب من حالٍ إلى حال، فتستحيل ترابًا، ثم ينشِئها الله نشأة أخرى كما استحال في النشأة الأولى، فإنه كان نطفةً، ثم صار علقة، ثم صار مضغة، ثم صار عظامًا ولحمًا، ثم أنشأه خلقًا سويًّا, كذلك الإعادة، يعيده الله بعد أن يبلى كله إلا عَجْب الذَّنَب, وهو عظمٌ لطيف في أصل الصلب، وهو رأس العصعص[5]. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كلُّ ابنِ آدم يأكله الترابُ إلا عَجْبَ الذَّنَب، منه خُلق، وفيه يركَّب))[6]. قد يقول قائل: ربما يؤكل الإنسان من قِبَل السباع، أو الحيتان في البحر، أو يحترق تمامًا فلا يبقى من جسده شيء، فما الجواب عن ذلك؟ فيقال: إن الأمر هيِّن على الله، يقول: كن فيكون، وقدرة الله فوق ما نتصوره، والله على كل شيءٍ قدير، روى البخاري في صحيحه من حديث حذيفةَ - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن رجلاً حضره الموتُ، فلما يئس من الحياة أوصى أهله: إذا أنا مِتُّ فاجمعوا لي حطبًا كثيرًا، وأوقدوا فيه نارًا حتى إذا أكلتْ لحمي، وخلصت إلى عظمي فامتُحِشت، فخذوها فاطحنوها، ثم انظروا يومًا راحًا فاذروه في اليمِّ، ففعلوا، فجمعه الله فقال له: لِمَ فعلتَ ذلك؟ قال: من خشيتك، فغفر الله له))[7]. قال عبدالله الأندلسي: وَالبَعْثُ بَعْدَ المَوْتِ وَعْدٌ صَادِقٌ بِإِعَادَةِ الأَرْوَاحِ فِي الأَبْدَانِ
| وقال أبو تمام: فَيَا لَيْتَنِي مِنْ بَعْدِ مَوْتِي وَمَبْعَثِي أَكُونُ رُفَاتًا لاَ عَلَيَّ وَلاَ لِيَا
| فإذا آمنَ المؤمن وصدَّق بالبعث بعد الموت، وهو ركنٌ من أركان الإيمان الستة، وأن الله على كل شيء قدير، كما قال - تعالى -: ﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [لقمان: 28]، حاسَبَ نفسَه على كل صغيرة وكبيرة، واستعدَّ للقاء الله، قال - تعالى -: ﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الحجر: 92، 93]، وقال - تعالى -: ﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ ﴾} [الصافات: 24]. روى الترمذي في سننه من حديث أبي برزةَ الأسلمي - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل: عن عمره فيمَ أفناه؟ وعن عمله فيمَ فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه؟ وعن جسمه فيمَ أبلاه؟))[8]، قال عمر - رضي الله عنه -: "حاسِبوا أنفسكم قبل أن تحاسَبوا، وزِنُوها قبل أن توزنوا، وتهيؤوا للعرض الأكبر على الله". قال الشاعر: وَلَوْ أَنَّا إِذَا مِتْنَا تُرِكْنَا لَكَانَ المَوْتُ رَاحَةَ كُلِّ حَيِّ وَلَكِنَّا إِذَا مِتْنَا بُعِثْنَا وَنُسْأَلُ بَعْدَهَا عَنْ كُلِّ شَيِّ
| والحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] "العقيدة الطحاوية" ص 456. [2] "تفسير ابن كثير" (9/ 25 - 27). [3] ص 357، برقم 2145، وصححه الألباني - رحمه الله - في "صحيح سنن الترمذي" (2/227) برقم 1744. [4] "العقيدة الطحاوية" ص 460. [5] "العقيدة الطحاوية" ص 463. [6] صحيح مسلم، ص 1186، برقم 2955 واللفظ له، وصحيح البخاري، ص 976، برقم 4935. [7] ص 665، رقم 3452. [8] ص 396، برقم 2417، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. | |
| | | | الإيمان بالبعث بعد الموت | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
المواضيع الأخيرة | » وظيفة من طرف جمعية الاصالة 2017-10-19, 13:03
» تخفيضات هائلة .. عشان خاطر ست الحبايب من طرف جمعية الاصالة 2017-03-16, 19:25
» دعوة لزرع الأمل .. فى قلوب تحتاج إليك من طرف جمعية الاصالة 2017-03-16, 19:12
» الأيام العشر من ذي الحجَّة 2 من طرف نجمه بالسما 2015-09-02, 01:49
» الأيام العشر من ذي الحجَّة 1 من طرف نجمه بالسما 2015-09-02, 01:44
» أحكام عشر ذي الحجَّة 2 من طرف نجمه بالسما 2015-09-02, 01:28
» أحكام عشر ذي الحجَّة 1 من طرف نجمه بالسما 2015-09-02, 01:21
» فضل الحج وعشر ذي الحجة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي 2 من طرف نجمه بالسما 2015-09-02, 01:10
» فضل الحج وعشر ذي الحجة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي من طرف نجمه بالسما 2015-09-02, 01:04
» كِتَابْ مِنْ فَيضِ القُرْءَانِ الكََرِيمِ من طرف عصام الكردي 2015-06-22, 14:38
» تعلن جمعية الأصالة عن حاجتها إلى محفظــات للقرآن الكـريم من طرف جمعية الاصالة 2015-05-05, 22:38
» معرض الأسر المنتجة فبراير 2015 من طرف جمعية الاصالة 2015-02-18, 07:51
» السيرة الإجمالية قبل النبوة من طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:27
» بناء الكعبة وقضية التحكيم من طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:24
» زواجه بخديجة من طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:21
» حياة الكدح من طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:17
» حلف الفضول من طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:14
» حرب الفِجَار من طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:12
» بَحِيرَى الراهب من طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:10
» يستسقى الغمام بوجهه من طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:08
» إلى عمه الشفيق من طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:05
» إلى جده العطوف من طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:02
» إلى أمه الحنون من طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:00
» الأخلاق""""""""""""""""""""""" من طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:56
» الحالة الاقتصادية من طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:51
» صور من المجتمع العربي الجاهلي من طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:48
» الحالة الدينية................ من طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:45
» شق الصدر من طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:32
» شق الصدر من طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:27
» في بني سعد من طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:23
» في بني سعد من طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:23
» المولد وأربعون عامًا قبل النبوة المولـــد من طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:19
» الأسرة النبوية من طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:13
» نسب النبي صلى الله عليه وسلم من طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:09
» معرض الأسر المنتجة الأول 2015 من طرف جمعية الاصالة 2015-01-26, 10:17
» اسم الله الرزاق من طرف نجمه بالسما 2014-10-22, 22:54
» الآية السادسة والعشرون قوله تعالى { إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم } . من طرف نجمه بالسما 2014-10-22, 00:11
» "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّاِ" مريم 96 من طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 23:54
» تفسير ::: الزلزلة من طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 23:46
» ضوء الفجر نعمة من الله 2 من طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 23:43
» ضوء الفجر نعمة من الله 1 من طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 23:39
» تاسعًا : الفوز بغنيمة قيمة من طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:53
» سابعًا : الحصول على شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية المطلقة من طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:51
» سادسًا : ازدياد العلم لدى من ينشره في الخلق من طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:49
» خامسًا : الظفر بالعون والمدد من الله من طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:46
» رابعًا : الخروج من تبعة الكتمان من طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:40
» ثالثًا : التأسي بأنبياء الله ورسوله من طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:37
» ثانيًا : الفوز بصلاة الله من طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:33
» ثانيًا : الفوز بصلاة الله من طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:29
» الأجر العظيم في نشر العلم من طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:27
» حــوار شيـــــق بيـن فــــــخ وعـصـفــــــورا..!! من طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:15
» تستحى وهى فى الكفن .. فما بال الأحياء لا يستحون من طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 21:19
» المـــوت ايا عبد كم يراك الله عاصيا حريصا على الدنيا وللموت ناسيا من طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 21:11
» من أتقن سياسة "التغافل" أراح نفسه و أراح الناس من حوله من طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 20:55
» حين تؤمن بأن الله قادر على تغييرك من حال إلى حال، ستجد الطمأنينة ملأت قلبك هي وراحة البال من طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 20:08
» الدكتوره دعاء الراوي: قبل أن تيقظوا أطفالكم من طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 20:01
» ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام من طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 19:46
» الفتور أمر طبيعي في حياة المسلم.. من طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 19:45
» يشرع لمن أراد أن يضحي إذا دخل في العشر الأول من ذي الحجة من طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 19:41
» ✿ فضل العشر والعمل الصالح فيها ✿ من طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 19:37
» ما جاء فى صلاة التهجد من طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:31
» اسئلة واجوبة في السيرة النبوية 6 من طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:31
» مِنْ بَيّنْ كُلِ الأدْياَن لِماذا الإسْلامْ من طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:31
» المنار المنيف في الصحيح والضعيف من طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:30
» المقيت ......................... من طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:30
» اسئلة فقهية للمراءة المسلمة من طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:29
» ............ طواف الوداع من طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:28
» أذكـــــــار المســـاء من طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:28
» فضائل سورة القدر من طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:28
» ماذا تفعل من لم تستطع تحري ليلة القدر لعذر شرعي.. وهل يفوتها الأجر فإذا كانت الإجابة بنعم هل يحل لها استخدام حبوب تأخير الدورة؟ من طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:20
» Quran Translations من طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:20
» صفات الحجاب الشرعي من طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:19
» ماذا قالو هؤلاء من طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:19
» النجاح لا يقبل خيار الهزيمة والفشل". من طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:19
» جمـــع وتـوزيع 10.000 مصحــف من طرف نبض الدموع 2013-08-04, 20:10
» دليل الخير يفتح لك أبواب الخير فكن في قافلة خير الناس من طرف نبض الدموع 2013-08-04, 20:08
» 13 قصة موسى الكليم من طرف اخوكم انور ابو البصل 2013-07-03, 19:29
» هلاك فرعون وجنوده من طرف اخوكم انور ابو البصل 2013-07-03, 19:29
» 2 هلاك فرعون وجنوده من طرف اخوكم انور ابو البصل 2013-07-03, 19:28
» فصل فيما كان من أمر بني إسرائيل بعد هلاك فرعون من طرف اخوكم انور ابو البصل 2013-07-03, 19:28
» كتاب حصن المسلم كاملاً من طرف اخوكم انور ابو البصل 2013-07-03, 19:27
» سهم الخير يأخذ بيدك لعمل الخير من طرف جمعية الاصالة 2013-06-29, 19:14
» في رمضان شارك ولو بكيلو وكن سببا في إسعاد الفقراء من طرف جمعية الاصالة 2013-06-29, 19:14
» مشـــروع إفطـــار صائـــم ضاعـــف صيامــك ب15 جنيه فقط من طرف جمعية الاصالة 2013-06-29, 19:13
» ختمة المراجعة للحفاظ مجاناً من طرف جمعية الاصالة 2013-06-29, 08:41
» رمضان على الأبواب فمن يشارك في سهم الخير من طرف جمعية الاصالة 2013-06-29, 05:19
» مشروع تطوع معنا فى رمضان من طرف جمعية الاصالة 2013-06-26, 10:41
» لاااااااااا يــــامنتقبه ...!! من طرف نبض الدموع 2013-06-14, 10:15
» أهلا يم من طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:50
» اهلا العابره من طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:49
» اهلا نهى احمد من طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:47
» قشر الموز و تبييض الاسنان من طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:45
» ذكاء اكثر وجهد اقل من طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:44
» ما معنى كلمة Nescafé؟؟؟ ومعلومات اخرى هتعجبكم بإذن الله من طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:44
» 13 عادة يوميّة تسبّب لك حبّ الشباب من طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:43
» بدء النشاط الصيفى المتميز من طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:41
» دورة المدرس المعتمد TOT من طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:40
» مشروع خطوة من طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:39
» 12 قصة موسى الكليم من طرف نجمه بالسما 2013-05-11, 17:34
|
|