منتديات ضياء الرحمن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان :::::::::::::::

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نجمه بالسما
-.-
-.-
نجمه بالسما


الاوسمة : الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: H%20(9)
الهواية : الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: Painti10
المزاج : الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: 210
المهنة : الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: Unknow10
علم البلد : الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: Egypt110
انثى عدد المساهمات : 2449
تاريخ التسجيل : 17/02/2011
العمل/الترفيه : sport
لاتحزن : متقلب

الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: Empty
مُساهمةموضوع: الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان :::::::::::::::   الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitime2012-02-12, 14:46






[center]والطب النبوى نوعان


:::::::::::::::


القسم: الجـزء الأول
الفصل: وأما طب الأبدان : فإنه نوعان :



نوع قد فطر الله عليه الحيوان ناطقه
وبهيمه ، فهذا لا يحتاج فيه إلى معالجة طبيب ، كطب الجوع ، والعطش ، والبرد ،
والتعب بأضدادها وما يزيلها .






والثاني : ما يحتاج إلى فكر وتأمل ،
كدفع الأمراض المتشابهة الحادثة في المزاج ، بحيث يخرج بها عن الإعتدال ، إما إلى
حرارة ، أو برودة ، أو يبوسة ، أو رطوبة ، أو ما يتركب من اثنين منها ، وهي نوعان
: إما مادية ، وإما كيفية ، أعني إما أن يكون بانصباب مادة ، أو بحدوث كيفية ،
والفرق بينهما أن أمراض الكيفية تكون بعد زوال المواد التي أوجبتها ، فتزول موادها
، ويبقى أثرها كيفية في المزاج .






وأمراض المادة أسبابها معها تمدها ،
وإذا كان سبب المرض معه ، فالنظر في السبب ينبغي أن يقع أولاً ، ثم في المرض
ثانياً ، ثم في الدواء ثالثاً . أو الأمراض الآلية وهي التي تخرج العضو عن هيئته ،
إما في شكل ، أو تجويف ، أو مجرى ، أو خشونة ، أو ملاسة ، أو عدد ، أو عظم ، أو
وضع ، فإن هذه الأعضاء إذا تألفت وكان منها البدن سمي تألفها اتصالاً ، والخروج عن
الإعتدال فيه يسمى تفرق الإتصال ، أو الأمراض العامة التي تعم المتشابهة والآلية .






والأمراض المتشابهة : هي التي يخرج
بها المزاج عن الإعتدال ، وهذا الخروج يسمى مرضاً بعد أن يضر بالفعل إضراراً
محسوساً .



وهي على ثمانية أضرب : أربعة بسيطة ،
وأربعة مركبة ، فالبسيطة : البارد ، والحار ، والرطب ، واليابس ، والمركبة : الحار
الرطب ، والحار اليابس ، والبارد الرطب ، والبارد اليابس ، وهي إما أن تكون
بانصباب مادة ، أو بغير انصباب مادة ، وإن لم يضر المرض بالفعل يسمى خروجاً عن
الإعتدال صحة .






وللبدن ثلاثة أحوال : حال طبيعية ،
وحال خارجة عن الطبيعية ، وحال متوسطة بين الأمرين . فالأولى : بها يكون البدن
صحيحاً ، والثانية : بها يكون مريضاً . والحال الثالثة : هي متوسطة بين الحالتين ،
فإن الضد لا ينتقل إلى ضده إلا بمتوسط ، وسبب خروج البدن عن طبيعته ، إما من داخله
، لأنه مركب من الحار والبارد ، والرطب واليابس ، وإما من خارج ، فلأن ما يلقاه قد
يكون موافقاً ، وقد يكون غير موافق ، والضرر الذي يلحق الإنسان قد يكون من
سوء المزاج بخروجه عن الإعتدال ، وقد يكون من فساد في العضو ، وقد يكون من ضعف في
القوى ، أو الأرواح الحاملة لها ، ويرجع ذلك إلى زيادة ما الإعتدال في عدم زيادته
، أو نقصان ما الإعتدال في عدم نقصانه ، أو تفرق ما الإعتدال في اتصاله ، أو اتصال
ما الإعتدال في تفرقه ، أو امتداد ما الإعتدال في انقباضه ، أو خروج ذي وضع وشكل
عن وضعه وشكله بحيث يخرجه عن اعتداله .






فالطبيب : هو الذي يفرق ما يضر
بالإنسان جمعه ، أو يجمع فيه ما يضره تفرقه ، أو ينقص منه ما يضره زيادته ، أو
يزيد فيه ما يضره نقصه ، فيجلب الصحة المفقودة ، أو يحفظها بالشكل والشبه ، ويدفع
العلة الموجودة بالضد والنقيض ، ويخرجها ، أو يدفعها بما يمنع من حصولها بالحمية ،
وسترى هذا كله في هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم شافياً كافياً بحول الله وقوته
، وفضله ومعونته .






فصل


فكان من هديه صلى الله عليه وسلم فعل
التداوي في نفسه ، والأمر به لمن أصابه مرض من أهله وأصحابه ، ولكن لم يكن من هديه
ولا هدي أصحابه استعمال هذه الأدوية المركبة التي تسمى أقرباذين ، بل كان غالب
أدويتهم بالمفردات ، وربما أضافوا إلى المفرد ما يعاونه ، أو يكسر سورته ، وهذا
غالب طب الأمم على اختلاف أجناسها من العرب والترك ، وأهل البوادي قاطبة ، وإنما
عني بالمركبات الروم واليونانيون ، وأكثر طب الهند بالمفردات .






وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن
التداوي بالغذاء لا يعدل عنه إلى الدواء ، ومتى أمكن بالبسيط لا يعدل عنه إلى
المركب .



قالوا : وكل داء قدر على دفعه
بالأغذية والحمية ، لم يحاول دفعه بالأدوية .



قالوا : ولا ينبغي للطبيب أن يولع
بسقي الأدوية ، فإن الدواء إذا لم يجد في البدن داء يحلله ، أو وجد داء لا يوافقه
، أو وجد ما يوافقه فزادت كميته عليه ، أو كيفيته ، تشبث بالصحة ، وعبث بها .
وأرباب التجارب من الأطباء طبهم بالمفردات غالباً ، وهم أحد فرق الطب الثلاث .






والتحقيق في ذلك أن الأدوية من جنس
الأغذية ، فالأمة والطائفة التي غالب أغذيتها المفردات ، أمراضها قليلة جداً ، وطبها
بالمفردات ، وأهل المدن الذين غلبت عليهم الأغذية المركبة يحتاجون إلى الأدوية
المركبة ، وسبب ذلك أن أمراضهم في الغالب مركبة ، فالأدوية المركبة أنفع لها ،
وأمراض أهل البوادي والصحاري مفردة ، فيكفي في مداواتها الأدوية المفردة ، فهذا
برهان بحسب الصناعة الطبية .






ونحن نقول : إن ها هنا أمراً آخر ،
نسبة طب الأطباء إليه كنسبة طب الطرقية والعجائز إلى طبهم ، وقد اعترف به
حذاقهم وأئمتهم ، فإن ما عندهم من العلم بالطب منهم من يقول : هو قياس .
ومنهم من يقول : هو تجربة . ومنهم من يقول : هو إلهامات ، ومنامات ، وحدس صائب .
ومنهم من يقول : أخذ كثير منه من الحيوانات البهيمية ، كما نشاهد السنانير إذا
أكلت ذوات السموم تعمد إلى السراج ، فتلغ في الزيت تتداوى به ، وكما رؤيت الحيات
إذا خرجت من بطون الأرض ، وقد عشيت أبصارها تأتي إلى ورق الرازيانج ، فتمر عيونها
عليها . وكما عهد من الطير الذي يحتقن بماء البحر عند انحباس طبعه ، وأمثال ذلك
مما ذكر في مبادئ الطب .






وأين يقع هذا وأمثاله من الوحي الذي
يوحيه الله إلى رسوله بما ينفعه ويضره ، فنسبة ما عندهم من الطب إلى هذا الوحي
كنسبة ما عندهم من العلوم إلى ما جاءت به الأنبياء ، بل ها هنا من الأدوية التي
تشفي من الأمراض ما لم يهتد إليها عقول أكابر الأطباء، ولم تصل إليها علومهم
وتجاربهم ، وأقيستهم من الأدوية القلبية ، والروحانية ، وقوة القلب ، واعتماده على
الله ، والتوكل عليه ، والإلتجاء إليه ، والإنطراح والإنكسار بين يديه ، والتذلل
له ، والصدقة ، والدعاء ، والتوبة ، والإستغفار ، والإحسان إلى الخلق ، وإغاثة
الملهوف ، والتفريج عن المكروب ، فإن هذه الأدوية قد جربتها الأمم على اختلاف
أديانها ومللها ، فوجدوا لها من التأثير في الشفاء ما لا يصل إليه علم أعلم
الأطباء ، ولا تجربته ، ولا قياسه .






وقد جربنا نحن وغيرنا من هذا أموراً
كثيرة ، ورأيناها تفعل ما لا تفعل الأدوية الحسية ، بل تصير الأدوية الحسية عندها
بمنزلة أدوية الطرقية عند الأطباء ، وهذا جار على قانون الحكمة الإلهية ليس خارجاً
عنها ، ولكن الأسباب متنوعة فإن القلب متى اتصل برب العالمين ، وخالق الداء
والدواء ، ومدبر الطبيعة ومصرفها على ما يشاء كانت له أدوية أخرى غير الأدوية التي
يعانيها القلب البعيد منه المعرض عنه ، وقد علم أن الأرواح متى قويت ، وقويت النفس
والطبيعة تعاونا على دفع الداء وقهره ، فكيف ينكر لمن قويت طبيعته ونفسه ، وفرحت
بقربها من بارئها ، وأنسها به ، وحبها له ، وتنعمها بذكره ، وانصراف قواها كلها
إليه ، وجمعها عليه ، واستعانتها به ، وتوكلها عليه ، أن يكون ذلك لها من أكبر
الأدوية ، وأن توجب لها هذه القوة دفع الألم بالكلية ، ولا ينكر هذا إلا أجهل
الناس ، وأغلظهم حجاباً ، وأكثفهم نفساً ، وأبعدهم عن الله وعن حقيقة الإنسانية ،
وسنذكر إن شاء الله السبب الذي به أزالت قراءة الفاتحة داء اللدغة عن اللديغ التي
رقي بها ، فقام حتى كأن ما به قلبة .






فهذان نوعان من الطب النبوي ، نحن
بحول الله نتكلم عليهما بحسب الجهد والطاقة ، ومبلغ علومنا القاصرة ، ومعارفنا
المتلاشية جداً ، وبضاعتنا المزجاة ، ولكنا نستوهب من بيده الخير كله ، ونستمد من
فضله ، فإنه العزيز الوهاب .






فصل


روى مسلم في صحيحه : من
حديث أبى الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال :
" لكل داء دواء ، فإذا أصيب دواء الداء ، برأ بإذن الله عز وجل " .



وفي الصحيحين : عن عطاء ،
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أنزل الله من
داء إلا أنزل له شفاء " .



وفي مسند الإمام أحمد :
من حديث زياد بن علاقة ، عن أسامة بن شريك ، قال : كنت عند النبي صلى الله عليه
وسلم ، وجاءت الأعراب ، فقالوا : يا رسول الله ! أنتداوى ؟ فقال : " نعم يا
عباد الله تداووا ، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء غير داء
واحد ، قالوا : ما هو ؟ قال : الهرم " .



وفي لفظ : " إن الله لم ينزل داء
إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه وجهله من جهله " .



وفي المسند : من حديث ابن
مسعود يرفعه : " إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه
، وجهله من جهله " وفي المسند و السنن : عن أبي
خزامة ، قال : قلت : يا رسول الله ! أرأيت رقى نسترقيها ، ودواء نتداوى به ، وتقاة
نتقيها ، هل ترد من قدر الله شيئاً ؟ فقال : " هي من قدر الله " .






فقد تضمنت هذه الأحاديث إثبات الأسباب
والمسببات ، وإبطال قول من أنكرها ، ويجوز أن يكون قوله : " لكل داء دواء
" ، على عمومه حتى يتناول الأدواء القاتلة ، والأدواء التي لا يمكن لطبيب أن
يبرئها ، ويكون الله عز وجل قد جعل لها أدوية تبرئها ، ولكن طوى علمها عن البشر ،
ولم يجعل لهم إليه سبيلاً ، لأنه لا علم للخلق إلا ما علمهم الله ، ولهذا علق
النبي صلى الله عليه وسلم الشفاء على مصادفة الدواء للداء ، فإنه لا شئ من
المخلوقات إلا له ضد ، وكل داء له ضد من الدواء يعالج بضده ، فعلق النبي صلى الله
عليه وسلم البرء بموافقة الداء للدواء ، وهذا قدر زائد على مجرد وجوده ، فإن
الدواء متى جاوز درجة الداء في الكيفية، أو زاد في الكمية على ما ينبغي ، نقله إلى
داء آخر ، ومتى قصر عنها لم يف بمقاومته ، وكان العلاج قاصراً ، ومتى لم يقع
المداوي على الدواء ، أو لم يقع الدواء على الداء ، لم يحصل الشفاء ، ومتى لم يكن
الزمان صالحاً لذلك الدواء ، لم ينفع ، ومتى كان البدن غير قابل له ، أو القوة
عاجزة عن حمله ، أو ثم مانع يمنع من تأثيره ، لم يحصل البرء لعدم المصادفة ، ومتى
تمت المصادفة حصل البرء بإذن الله ولا بد ، وهذا أحسن المحملين في الحديث .



والثاني : أن يكون من العام المراد به
الخاص ، لا سيما والداخل في اللفظ أضعاف أضعاف الخارج منه ، وهذا يستعمل في كل
لسان ، ويكون المراد أن الله لم يضع داء يقبل الدواء إلا وضع له دواء ، فلا يدخل
في هذا الأدواء التي لا تقبل الدواء ، وهذا كقوله تعالى في الريح التي سلطها على
قوم عاد : " تدمر كل شيء بأمر ربها " [ الأحقاف : 25 ] أي كل شئ يقبل
التدمير ، ومن شأن الريح أن تدمره ، ونظائره كثيرة .






ومن تأمل خلق الأضداد في هذا العالم ،
ومقاومة بعضها لبعض ، ودفع بعضها ببعض ، وتسليط بعضها على بعض ، تبين له كمال قدرة
الرب تعالى ، وحكمته ، وإتقانه ما صنعه ، وتفرده بالربوبية ، والوحدانية ، والقهر
، وأن كل ما سواه فله ما يضاده ويمانعه ، كما أنه الغني بذاته ، وكل ما سواه
محتاج بذاته .






وفي الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي ،
وأنه لا ينافي التوكل ، كما لا ينافيه دفع داء الجوع ، والعطش ، والحر ، والبرد
بأضدادها ، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات
لمسبباتها قدراً وشرعاً ، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل ، كما يقدح في الأمر
والحكمة ، ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى في التوكل ، فإن تركها عجزاً
ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه
ودنياه ، ودفع ما يضره في دينه ودنياه ، ولا بد مع هذا الإعتماد من مباشرة الأسباب
، وإلا كان معطلاً للحكمة والشرع ، فلا يجعل العبد عجزه توكلاً ، ولا توكله عجزاً
.






وفيها رد على من أنكر التداوي ، وقال
: إن كان الشفاء قد قدر ، فالتداوي لا يفيد ، وإن لم يكن قد قدر ، فكذلك . وأيضاً
، فإن المرض حصل بقدر الله ، وقدر الله لا يدفع ولا يرد ، وهذا السؤال هو الذي
أورده الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأما أفاضل الصحابة ، فأعلم
بالله وحكمته وصفاته من أن يوردوا مثل هذا ، وقد أجابهم النبي صلى الله عليه وسلم
بما شفى وكفى ، فقال : هذه الأدوية والرقى والتقى هي من قدر الله ، فما خرج شئ عن
قدره ، بل يرد قدره بقدره ، وهذا الرد من قدره ، فلا سبيل إلى الخروج عن قدره بوجه
ما ، وهذا كرد قدر الجوع ، والعطش والحر ، والبرد بأضدادها ، وكرد قدر العدو
بالجهاد وكل من قدر الله : الدافع ، والمدفوع والدفع .






ويقال لمورد هذا السؤال : هذا يوجب
عليك أن لا تباشر سبباً من الأسباب التي تجلب بها منفعة ، أو تدفع بها مضرة ، لأن
المنفعة والمضرة إن قدرتا ، لم يكن بد من وقوعهما ، وإن لم تقدرا لم يكن سبيل إلى
وقوعهما ، وفي ذلك خراب الدين والدنيا ، وفساد العالم ، وهذا لا يقوله إلا دافع
للحق ، معاند له ، فيذكر القدر ليدفع حجة المحق عليه ، كالمشركين الذين قالوا : "
لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا " [ الأنعام : 148 ] ، و " لو شاء
الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا " [ النحل : 35 ] ، فهذا قالوه
دفعاً لحجة الله عليهم بالرسل .



وجواب هذا السائل أن يقال : بقي قسم
ثالث لم تذكره ، هو أن الله قدر كذا وكذا بهذا السبب ، فإن أتيت بالسبب حصل المسبب
، وإلا فلا ، فإن قال : إن كان قدر لي السبب ، فعلته ، وإن لم يقدره لي لم أتمكن
من فعله .






قيل : فهل تقبل هذا الإحتجاج من عبدك
، وولدك ، وأجيرك إذا احتج به عليك فيما أمرته به ، ونهيته عنه فخالفك ؟ فإن قبلته
، فلا تلم من عصاك ، وأخذ مالك ، وقذف عرضك ، وضيع حقوقك ، وإن لم تقبله ، فكيف
يكون مقبولاً منك في دفع حقوق الله عليك. وقد روي في أثر إسرائيلي : أن إبراهيم
الخليل قال : يا رب ممن الداء ؟ قال : مني . قال : فممن الدواء
؟ قال : مني. قال : فما بال الطبيب ؟ . قال : رجل أرسل الدواء على
يديه .






وفي قوله صلى الله عليه وسلم : "
لكل داء دواء" ، تقوية لنفس المريض والطبيب ، وحث على طلب ذلك الدواء
والتفتيش عليه ، فإن المريض إذا استشعرت نفسه أن لدائه دواء يزيله ، تعلق قلبه
بروح الرجاء ، وبردت عنده حرارة اليأس ، وانفتح له باب الرجاء ، ومتى قويت نفسه
انبعثت حرارته الغريزية ، وكان ذلك سببها لقوة الأرواح الحيوانية والنفسانية
والطبيعية ، ومتى قويت هذه الأرواح ، قويت القوى التي هي حاملة لها ، فقهرت المرض
ودفعته .






وكذلك الطبيب إذا علم أن لهذا الداء
دواء أمكنه طلبه والتفتيش عليه . وأمراض الأبدان على وزان أمراض القلوب ، وما جعل
الله للقلب مرضاً إلا جعل له شفاء بضده ، فإن علمه صاحب الداء واستعمله ، وصادف
داء قلبه ، أبرأه بإذن الله تعالى .






فصل


في هديه صلى الله عليه وسلم في
الإحتماء من التخم ، والزيادة في الأكل على قدر الحاجة ، والقانون الذي ينبغي
مراعاته في الأكل والشرب



في المسند وغيره : عنه
صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطن ، بحسب ابن
آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا بد فاعلاً ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ،
وثلث لنفسه " .






الأمراض نوعان : أمراض مادية تكون عن
زيادة مادة أفرطت في البدن حتى أضرت بأفعاله الطبيعية ، وهي الأمراض الأكثرية ،
وسببها إدخال الطعام على البدن قبل هضم الأول ، والزيادة في القدر الذي يحتاج إليه
البدن ، وتناول الأغذية القليلة النفع ، البطيئة الهضم ، والإكثار من الأغذية
المختلفة التراكيب المتنوعة ، فإذا ملأ الآدمي بطنه من هذه الأغذية ، واعتاد ذلك ،
أورثته أمراضاً متنوعة ، منها بطيء الزوال وسريعه ، فإذا توسط في الغذاء ، وتناول
منه قدر الحاجة ، وكان معتدلاً في كميته وكيفيته، كان انتفاع البدن به أكثر من
انتفاعه بالغذاء الكثير .






ومراتب الغذاء ثلاثة : أحدها : مرتبة
الحاجة . والثانية : مرتبة الكفاية . والثالثة : مرتبة الفضلة . فأخبر النبي صلى
الله عليه وسلم : أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه ، فلا تسقط قوته ، ولا تضف معها ،
فإن تجاوزها ، فليأكل في ثلث بطنه ، ويدع الثلث الآخر للماء ، والثالث للنفس ،
وهذا من أنفع ما للبدن والقلب ، فإن البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب ،
فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النفس ، وعرض له الكرب والتعب بحمله بمنزلة حامل
الحمل الثقيل ، هذا إلى ما يلزم ذلك من فساد القلب ، وكسل الجوارح عن الطاعات ،
وتحركها في الشهوات التي يستلزمها الشبع . فامتلاء البطن من الطعام مضر للقلب
والبدن .






هذا إذا كان دائماً أو أكثرياً . وأما
إذا كان في الأحيان ، فلا بأس به ، فقد شرب أبو هريرة بحضرة النبي صلى الله عليه
وسلم من اللبن ، حتى قال : والذي بعثك بالحق ، لا أجد له مسلكاً . وأكل الصحابة
بحضرته مراراً حتى شبعوا .



والشبع المفرط يضعف القوى والبدن ،
وإن أخصبه ، وإنما يقوى البدن بحسب ما يقبل من الغذاء ، لا بحسب كثرته .



ولما كان في الإنسان جزء أرضي ، وجزء
هوائي ، وجزء مائي ، قسم النبي صلى الله عليه وسلم طعامه وشرابه ونفسه على الأجزاء
الثلاثة .






فإن قيل : فأين حظ الجزء الناري ؟


قيل : هذه مسألة تكلم فيها الأطباء ،
وقالوا : إن في البدن جزءاً نارياً بالفعل ، وهو أحد أركانه واسطقساته .



ونازعهم في ذلك آخرون من العقلاء من
الأطباء وغيرهم ، وقالوا : ليس في البدن جزء ناري بالفعل ، واستدلوا بوجوه :



أحدها : أن ذلك الجزء الناري إما أن يدعى
أنه نزل عن الأثير ، واختلط بهذه الأجزاء المائية والأرضية ، أو يقال : إنه تولد
فيها وتكون ، والأول مستبعد لوجهين ، أحدهما : أن النار بالطبع صاعدة ، فلو نزلت ،
لكانت بقاسر من مركزها إلى هذا العالم . الثاني : أن تلك الأجزاء النارية لا بد في
نزولها أن تعبر على كرة الزمهرير التي هي في غاية البرد ، ونحن نشاهد في هذا
العالم أن النار العظيمة تنطفئ بالماء القليل ، فتلك الأجزاء الصغيرة عند مرورها
بكرة الزمهرير التي هي في غاية البرد ، ونهاية العظم أولى بالانطفاء .






وأما الثاني : - وهو أن يقال : إنها
تكونت ها هنا - فهو أبعد وأبعد ، لأن الجسم الذي صار ناراً بعد أن لم يكن كذلك ،
قد كان قبل صيرورته إما أرضاً ، وإما ماء ، وإما هواء لانحصار الأركان في هذه
الأربعة ، وهذا الذي قد صار ناراً أولاً ، كان مختلطاً بأحد هذه الأجسام ، ومتصلاً
بها ، والجسم الذي لا يكون ناراً إذا اختلط بأجسام عظيمة ليست بنار ولا واحد منها
، لا يكون مستعداً لأن ينقلب ناراً لأنه في نفسه ليس بنار ، والأجسام المختلطة
باردة ، فكيف يكون مستعداً لانقلابه ناراً ؟



فإن قلتم : لم لا تكون هناك أجزاء
نارية تقلب هذه الأجسام ، وتجعلها ناراً بسبب مخالطتها إياها ؟



قلنا : الكلام في حصول تلك الأجزاء
النارية كالكلام في الأول ، فإن قلتم : إنا نرى من رش الماء على النورة المطفأة
تنفصل منها نار ، وإذا وقع شعاع الشمس على البلورة ، ظهرت النار منها ، وإذا ضربنا
الحجر على الحديد ، ظهرت النار ، وكل هذه النارية حدثت عند الإختلاط ، وذلك يبطل
ما قررتموه في القسم الأول أيضاً .






قال المنكرون : نحن لا ننكر أن تكون
المصاكة الشديدة محدثة للنار ، كما في ضرب الحجارة على الحديد ، أو تكون قوة تسخين
الشمس محدثة للنار ، كما في البلورة ، لكنا نستبعد ذلك جداً في أجرام النبات
والحيوان ، إذ ليس في أجرامها من الإصطكاك ما يوجب حدوث النار ، ولا فيها من
الصفاء والصقال ما يبلغ إلى حد البلورة ، كيف وشعاع الشمس يقع على ظاهرها ، فلا
تتولد النار



البتة ، فالشعاع الذي يصل إلى باطنها
كيف يولد النار ؟






الوجه الثاني : في أصل المسألة : أن
الأطباء مجمعون على أن الشراب العتيق في غاية السخونة بالطبع ، فلو كانت تلك
السخونة بسبب الأجزاء النارية ، لكانت محالاً إذ تلك الأجزاء النارية مع حقارتها
كيف يعقل بقاؤها في الأجزاء المائية الغالبة دهراً طويلاً ، بحيث لا تنطفئ مع أنا
نرى النار العظيمة تطفأ بالماء القليل .






الوجه الثالث : أنه لو كان في الحيوان
والنبات جزء ناري بالفعل ، لكان مغلوباً بالجزء المائي الذي فيه ، وكان الجزء
الناري مقهوراً به ، وغلبة بعض الطبائع والعناصر على بعض يقتضي انقلاب طبيعة
المغلوب إلى طبيعة الغالب ، فكان يلزم بالضرورة انقلاب تلك الأجزاء النارية القليلة
جداً إلى طبيعة الماء الذي هو ضد النار






الوجه الرابع : أن الله سبحانه وتعالى
ذكر خلق الإنسان في كتابه في مواضع متعددة ، يخبر في بعضها أنه خلقه من ماء ، وفي
بعضها أنه خلقه من تراب ، وفي بعضها أنه خلقه من المركب منهما وهو الطين ، وفي
بعضها أنه خلقه من صلصال كالفخار ، وهو الطين الذي ضربته الشمس والريح حتى صار
صلصالاً كالفخار ، ولم يخبر في موضع واحد أنه خلقه من نار ، بل جعل ذلك خاصية
إبليس . وثبت في صحيح مسلم : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم
" ، وهذا صريح في أنه خلق مما وصفه الله في كتابه فقط ، ولم يصف لنا سبحانه
أنه خلقه من نار ، ولا أن في مادته شيئاً من النار .






الوجه الخامس : أن غاية ما يستدلون به
ما يشاهدون من الحرارة في أبدان الحيوان ، وهي دليل على الأجزاء النارية ، وهذا لا
يدل ، فإن أسباب الحرارة أعم من النار ، فإنها تكون عن النار تارة ، وعن الحركة
أخرى ، وعن انعكاس الأشعة ، وعن سخونة الهواء ، وعن مجاورة النار ، وذلك بواسطة
سخونة الهواء أيضاً ، وتكون عن أسباب أخر ، فلا يلزم من الحرارة النار .






قال أصحاب النار : من المعلوم أن التراب
والماء إذا اختلطا فلا بد لهما من حرارة تقتضي طبخهما وامتزاجهما ، وإلا كان كل
منهما غير ممازج للآخر ، ولا متحداً به ، وكذلك إذا ألقينا البذر في الطين بحيث لا
يصل إليه الهواء ولا الشمس فسد ، فلا يخلو ، إما أن يحصل في المركب جسم منضج طابخ
بالطبع أو لا ، فإن حصل ، فهو الجزء الناري ، وإن لم يحصل ، لم يكن المركب
مسخناً بطبعه ، بل إن سخن كان التسخين عرضياً ، فإذا زال التسخين العرضي ،
لم يكن الشيء حاراً في طبعه ، ولا في كيفيته ، وكان بارداً مطلقاً ، لكن من
الأغذية والأدوية ما يكون حاراً بالطبع ، فعلمنا أن حرارتها إنما كانت ، لأن فيها
جوهراً نارياً .






وأيضاً فلو لم يكن في البدن جزء مسخن
لوجب أن يكون في نهاية البرد ، لأن الطبيعة إذا كانت مقتضية للبرد ، وكانت خالية
عن المعاون والمعارض ، وجب انتهاء البرد إلى أقصى الغاية ، ولو كان كذلك لما حصل
لها الإحساس بالبرد ، لأن البرد الواصل إليه إذا كان في الغاية كان مثله ، والشئ
لا ينفعل عن مثله ، وإذا لم ينفعل عنه لم يحس به ، وإذا لم يحس به لم يتألم عنه ،
وإن كان دونه فعدم الإنفعال يكون أولى ، فلو لم يكن في البدن جزء مسخن بالطبع لما
انفعل عن البرد ، ولا تألم به . قالوا : وأدلتكم إنما تبطل قول من يقول : الأجزاء
النارية باقية في هذه المركبات على حالها ، وطبيعتها النارية ، ونحن لا نقول بذلك
، بل نقول : إن صورتها النوعية تفسد عند الإمتزاج .






قال الآخرون : لم لا يجوز أن يقال :
إن الأرض والماء والهواء إذا اختلطت ، فالحرارة المنضجة الطابخة لها هي حرارة
الشمس وسائر الكواكب ، ثم ذلك المركب عند كمال نضجه مستعد لقبول الهيئة التركيبية
بواسطة السخونة نباتاً كان أو حيواناً أو معدناً ، وما المانع أن تلك السخونة
والحرارة التي في المركبات هي بسبب خواص وقوى يحدثها الله تعالى عند ذلك الإمتزاج
لا من أجزاء نارية بالفعل ؟ ولا سبيل لكم إلى إبطال هذا الإمكان البتة ، وقد اعترف
جماعة من فضلاء الأطباء بذلك .






وأما حديث إحساس البدن بالبرد ، فنقول
: هذا يدل على أن في البدن حرارة وتسخيناً ، ومن ينكر ذلك ؟ لكن ما الدليل على
انحصار المسخن في النار ، فإنه وإن كان كل نار مسخناً ، فإن هذه القضية لا تنعكس
كلية ، بل عكسها الصادق بعض المسخن نار .



وأما قولكم بفساد صورة النار النوعية
، فأكثر الأطباء على بقاء صورتها النوعية ، والقول بفسادها قول فاسد قد اعترف
بفساده أفضل متأخريكم في كتابه المسمى بالشفا ، وبرهن على بقاء الأركان أجمع على
طبائعها في المركبات . وبالله التوفيق .



فصل


[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نجمه بالسما
-.-
-.-
نجمه بالسما


الاوسمة : الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: H%20(9)
الهواية : الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: Painti10
المزاج : الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: 210
المهنة : الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: Unknow10
علم البلد : الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: Egypt110
انثى عدد المساهمات : 2449
تاريخ التسجيل : 17/02/2011
العمل/الترفيه : sport
لاتحزن : متقلب

الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان :::::::::::::::   الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitime2012-02-12, 14:49






[center]وكان علاجه صلى الله عليه وسلم للمرض
ثلاثة أنواع . . .



أحدها : بالأدوية الطبيعية .


والثاني : بالأدوية الإلهية .


والثالث : بالمركب من الأمرين .


ونحن نذكر الأنواع الثلاثة من هديه
صلى الله عليه وسلم ، فنبدأ بذكر الأدوية الطبيعية التي وصفها واستعملها ، ثم نذكر
الأدوية الإلهية ، ثم المركبة .



وهذا إنما نشير إليه إشارة ، فإن رسول
الله صلى الله عليه وسلم إنما بعث هادياً ، وداعياً إلى الله ، وإلى جنته ،
ومعرفاً بالله ، ومبيناً للأمة مواقع رضاه وآمراً لهم بها ، ومواقع سخطه وناهياً
لهم عنها ، ومخبرهم أخبار الأنبياء والرسل وأحوالهم مع أممهم ،



وأخبار تخليق العالم ، وأمر المبدأ
والمعاد ، وكيفية شقاوة النفوس وسعادتها ، وأسباب ذلك .



وأما طب الأبدان : فجاء من تكميل
شريعته ، ومقصوداً لغيره ، بحيث إنما يستعمل عند الحاجة إليه ، فإذا قدر على
الإستغناء عنه، كان صرف الهمم والقوى إلى علاج القلوب والأرواح ، وحفظ صحتها ،
ودفع أسقامها ، وحميتها مما يفسدها هو المقصود بالقصد الأول ، وإصلاح البدن بدون
إصلاح القلب لا ينفع ، وفساد البدن مع إصلاح القلب مضرته يسيرة جداً ، وهي مضرة
زائلة تعقبها المنفعة الدائمة التامة ، وبالله التوفيق .









ذكر القسم الأول وهو العلاج بالأدوية
الطبيعية



فصل


في هديه في علاج الحمى


ثبت في الصحيحين : عن
نافع ، عن ابن عمر ، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " إنما الحمى أو شدة
الحمى من فيح جهنم ، فأبردوها بالماء " .



وقد أشكل هذا الحديث على كثير من جهلة
الأطباء ، ورأوه منافياً لدواء الحمى وعلاجها ، ونحن نبين بحول الله وقوته وجهه
وفقهه ، فنقول : خطاب النبي صلى الله عليه وسلم نوعان : عام لأهل الأرض ، وخاص
ببعضهم ، فالأول : كعامة خطابه ، والثاني : كقوله : " لا تستقبلوا
القبلة بغائط ، ولا بول ، ولا تستدبروها ، ولكن شرقوا ، أو غربوا " فهذا ليس
بخطاب لأهل المشرق والمغرب ولا العراق ، ولكن لأهل المدينة وما على سمتها ، كالشام
وغيرها . وكذلك قوله : " ما بين المشرق والمغرب قبلة " .






وإذا عرف هذا ، فخطابه في هذا الحديث خاص
بأهل الحجاز ، وما والاهم ، إذ كان أكثر الحميات التي تعرض لهم من نوع الحمى
اليومية العرضية الحادثة عن شدة حرارة الشمس ، وهذه ينفعها الماء البارد شرباً
واغتسالاً ، فإن الحمى حرارة غريبة تشتعل في القلب ، وتنبث منه بتوسط الروح والدم
في الشرايين والعروق إلى جميع البدن ، فتشتعل فيه اشتعالاً يضر بالأفعال الطبيعية
، وهي تنقسم إلى قسمين : عرضية : وهي الحادثة إما عن الورم ، أو الحركة ، أو إصابة
حرارة الشمس ، أو القيظ الشديد ونحو ذلك .






ومرضية : وهي ثلاثة أنواع ، وهي لا
تكون إلا في مادة أولى ، ثم منها يسخن جميع البدن . فإن كان مبدأ تعلقها بالروح
سميت حمى يوم ، لأنها في الغالب تزول في يوم ، ونهايتها ثلاثة أيام ، وإن كان مبدأ
تعلقها بالأخلاط سميت عفنية ، وهي أربعة أصناف : صفراوية ، وسوداوية ، وبلغمية ،
ودموية . وإن كان مبدأ تعلقها بالأعضاء الصلبة الأصلية ، سميت حمى دق ، وتحت هذه
الأنواع أصناف كثيرة .



وقد ينتفع البدن بالحمى انتفاعاً
عظيماً لا يبلغه الدواء ، وكثيراً ما يكون حمى يوم ، وحمى العفن سبباً لإنضاج مواد
غليظة لم تكن تنضج بدونها ، وسبباً لتفتح سدد لم يكن تصل إليها الأدوية المفتحة .






وأما الرمد الحديث والمتقادم ، فإنها
تبرئ أكثر أنواعه برءاً عجيباً سريعاً ، وتنفع من الفالج ، واللقوة ، والتشنج
الإمتلائي ، وكثيراً من الأمراض الحادثة عن الفضول الغليظة .



وقال لي بعض فضلاء الأطباء : إن
كثيراً من الأمراض نستبشر فيها بالحمى ، كما يستبشر المريض بالعافية ، فتكون الحمى
فيه أنفع من شرب الدواء بكثير ، فإنها تنضج من الأخلاط والمواد الفاسدة ما يضر
بالبدن ، فإذا أنضجتها صادفها الدواء متهيئة للخروج بنضاجها ، فأخرجها ، فكانت
سبباً للشفاء .






وإذا عرف هذا ، فيجوز أن يكون مراد
الحديث من أقسام الحميات العرضية ، فإنها تسكن على المكان بالإنغماس في الماء
البارد، وسقي الماء البارد المثلوج ، ولا يحتاج صاحبها مع ذلك إلى علاج آخر ،
فإنها مجرد كيفية حارة متعلقة بالروح ، فيكفي في زوالها مجرد وصول كيفية باردة
تسكنها ، وتخمد لهبها من غير حاجة إلى استفراغ مادة ، أو انتظار نضج .






ويجوز أن يراد به جميع أنواع الحميات
، وقد اعترف فاضل الأطباء جالينوس : بأن الماء البارد ينفع فيها ، قال في المقالة
العاشرة من كتاب حيلة البرء : ولو أن رجلاً شاباً حسن اللحم ، خصب
البدن في وقت القيظ ، وفي وقت منتهى الحمى ، وليس في أحشائه ورم ، استحم بماء بارد
أو سبح فيه ، لانتفع بذلك . قال : ونحن نأمر بذلك لا توقف .






وقال الرازي في كتابه الكبير : إذا
كانت القوة قوية ، والحمى ، حادة جداً ، والنضج بين ولا ورم في الجوف ، ولا فتق ،
ينفع الماء البارد شرباً ، وإن كان العليل خصب البدن والزمان حار ، وكان معتاداً
لاستعمال الماء البارد من خارج ، فليؤذن فيه .



وقوله : " الحمى من فيح جهنم
" ، هو شدة لهبها ، وانتشارها ، ونظيره : قوله : " شدة الحر من فيح جهنم
" وفيه وجهان .



أحدهما : أن ذلك أنموذج ورقيقة اشتقت
من جهنم ليستدل بها العباد عليها ، ويعتبروا بها ، ثم إن الله سبحانه قدر ظهورها
بأسباب تقتضيها ، كما أن الروح والفرح و السرور واللذة من نعيم الجنة أظهرها الله
في هذه الدار عبرة ودلالة ، وقدر ظهورها بأسباب توجبها .



والثاني : أن يكون المراد التشبيه ،
فشبه شدة الحمى ولهبها بفيح جهنم ، وشبه شدة الحر به أيضاً تنبيهاً للنفوس على شدة
عذاب النار ، وأن هذه الحرارة العظيمة مشبهة بفيحها ، وهو ما يصيب من قرب منها من
حرها .






وقوله : فأبردوها ، روي
بوجهين : بقطع الهمزة وفتحها ، رباعي : من أبرد الشئ : إذا صيره بارداً ، مثل
أسخنه : إذا صيره سخناً .



والثاني : بهمزة الوصل مضمومة من برد
الشئ يبرده ، وهو أفصح لغة واستعمالاً ، والرباعي لغة رديئة عندهم قال :



إذا وجدت لهيب الحب في
كبدي أقبلت نحو سقاء القوم أبترد



هبني بردت ببرد الماء
ظاهره فمن لنار علي الأحشاء تتقد



وقوله : بالماء ، فيه
قولان . أحدهما : أنه كل ماء وهو الصحيح . والثاني : أنه ماء زمزم ، واحتج أصحاب
هذا القول بما رواه البخاري في صحيحه عن أبي جمرة نصر بن عمران الضبعي
، قال : كنت أجالس ابن عباس بمكة ، فأخذتني الحمى ، فقال : أبردها عنك بماء زمزم ،
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء
، أو قال: بماء زمزم " . وراوي هذا قد شك فيه ، ولو جزم به لكان أمراً لأهل
مكة بماء زمزم ، إذ هو متيسر عندهم ، ولغيرهم بما عندهم من الماء .



ثم اختلف من قال : إنه على عمومه ، هل
المراد به الصدقة بالماء ، أو استعماله ؟ على قولين . والصحيح أنه استعمال ، وأظن
أن الذي حمل من قال : المراد الصدقة به أنه أشكل عليه استعمال الماء البارد في
الحمى ، ولم يفهم وجهه مع أن لقوله وجهاً حسناً ، وهو أن الجزاء من جنس العمل ،
فكما أخمد لهيب العطش عن الظمآن بالماء البارد ، أخمد الله لهيب الحمى عنه جزاء
وفاقاً ، ولكن هذا يؤخذ من فقه الحديث وإشارته ، وأما المراد به فاستعماله .






وقد ذكر أبو نعيم وغيره من حديث أنس
يرفعه : " إذا حم أحدكم ، فليرش عليه الماء البارد ثلاث ليال من السحر "
.



وفي سنن ابن ماجه عن أبي
هريرة يرفعه : " الحمى كير من كير جهنم ، فنحوها عنكم بالماء البارد " .



وفي المسند وغيره ، من
حديث الحسن ، عن سمرة يرفعه : " الحمى قطعة من النار ، فأبردوها عنكم بالماء
البارد " ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حم دعا بقربة من ماء ،
فأفرغها على رأسه فاغتسل .






وفي السنن : من حديث أبي
هريرة قال : ذكرت الحمى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسبها رجل ، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسبها فإنها تنفي الذنوب ، كما تنفي النار
خبث الحديد " .



لما كانت الحمى يتبعها حمية عن
الأغذية الرديئة ، وتناول الأغذية والأدوية النافعة ، وفي ذلك إعانة على تنقية
البدن ، ونفي أخباثه وفضوله ، وتصفيته من مواده الرديئة ، وتفعل فيه كما تفعل
النار في الحديد في نفي خبثه ، وتصفية جوهره ، كانت أشبه الأشياء بنار الكير التي
تصفي جوهر الحديد ، وهذا القدر هو المعلوم عند أطباء الأبدان .



وأما تصفيتها القلب من وسخه ودرنه ،
وإخراجها خبائثه ، فأمر يعلمه أطباء القلوب ، ويجدونه كما أخبرهم به نبيهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن مرض القلب إذا صار مأيوساً من برئه ، لم ينفع فيه
هذا العلاج .



فالحمى تنفع البدن والقلب ، وما كان
بهذه المثابة فسبه ظلم وعدوان ، وذكرت مرة وأنا محموم قول بعض الشعراء يسبها :



زارت مكفرة الذنــوب
وودعــت تبــاً لهــا مــن زائــر ومودع



قالت وقد عزمت على
ترحالها ماذا تريد فقلت أن لا ترجعي



فقلت : تباً له إذ سب ما نهى رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن سبه ، ولو قال :



زارت مكفــــرة الذنوب لصبهــا
أهلاً بهـــا مــــن زائر ومودع



قالت وقد عزمت على
ترحالها ماذا تريد فقلت : أن لا تقلعي



لكان أولى به ، ولأقلعت عنه ، فأقلعت
عني سريعاً . وقد روي في أثر لا أعرف حاله حمى يوم كفارة سنة ، وفيه
قولان أحدهما : أن الحمى تدخل في كل الأعضاء والمفاصل ، وعدتها ثلاثمائة وستون
مفصلاً ، فتكفر عنه - بعدد كل مفصل - ذنوب يوم. والثاني : أنها تؤثر في البدن
تأثيراً لا يزول بالكلية إلى سنة ، كما قيل في قوله صلى الله عليه وسلم : "
من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوماً " : إن أثر الخمر يبقى في جوف
العبد ، وعروقه ، وأعضائه أربعين يوماً والله أعلم .



قال أبو هريرة : ما من مرض يصيبني أحب
إلي من الحمى ، لأنها تدخل في كل عضو مني ، وإن الله سبحانه يعطي كل عضو حظه من
الأجر .



وقد روى الترمذي في جامعه
من حديث رافع بن خديج يرفعه : " إذا أصابت أحدكم الحمى - وإن الحمى قطعة من
النار - فليطفئها بالماء البارد ويستقبل نهراً جارياً ، فليستقبل جرية الماء بعد
الفجر وقبل طلوع الشمس ، وليقل : بسم الله اللهم اشف عبدك ، وصدق رسولك ، وينغمس
فيه ثلاث غمسات ثلاثة أيام ، فان برئ ، والإ ففى خمس ، فإن لم يبرأ في خمس ، فسبع
، فإن لم يبرأ في سبع فتسع ، فإنها لا تكاد تجاوز تسعاً بإذن الله " .






قلت : وهو ينفع فعله في فصل الصيف في
البلاد الحارة على الشرائط التي تقدمت ، فإن الماء في ذلك الوقت أبرد ما يكون
لبعده عن ملاقاة الشمس ، ووفور القوى في ذلك الوقت لما أفادها النوم ، والسكون ،
وبرد الهواء ، فتجتمع فيه قوة القوى ، وقوة الدواء ، وهو الماء البارد على حرارة
الحمى العرضية ، أو الغب الخالصة ، أعني التي لا ورم معها ، ولا شئ من الأعراض
الرديئة والمواد الفاسدة ، فيطفئها بإذن الله ، لا سيما في أحد الأيام المذكورة في
الحديث ، وهي الأيام التي يقع فيها بحران الأمراض الحادة كثيراً ، سيما في البلاد
المذكورة لرقة أخلاط سكانها ، وسرعة انفعالهم عن الدواء النافع .






***





فصل


في هديه في علاج استطلاق البطن


في الصحيحين : من حديث
أبي المتوكل ، عن أبي سعيد الخدري ، " أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم
، فقال : إن أخي يشتكي بطنه : وفي رواية : استطلق بطنه ، فقال : اسقه
عسلاً ، فذهب ثم رجع ، فقال : قد سقيته ، فلم يغن عنه شيئاً. وفي لفظ : فلم
يزده إلا استطلاقاً مرتين أو ثلاثاً ، كل ذلك يقول له : اسقه عسلاً ،
فقال له في الثالثة أو الرابعة : صدق الله ، وكذب بطن أخيك " .






وفي صحيح مسلم في لفظ له
: " إن أخي عرب بطنه " ، أي فسد هضمه ، واعتلت معدته ، والاسم العرب
بفتح الراء ، والذرب أيضاً .



والعسل فيه منافع عظيمة ، فإنه جلاء
للأوساخ التي في العروق والأمعاء وغيرها ، محلل للرطوبات أكلاً وطلاءً ، نافع
للمشايخ وأصحاب البلغم ، ومن كان مزاجه بارداً رطباً ، وهو مغذ ملين للطبيعة ،
حافظ لقوى المعاجين ولما استودع فيه ، مذهب لكيفيات الأدوية الكريهة ، منق للكبد
والصدر ، مدر للبول ، موافق للسعال الكائن عن البلغم ، وإذا شرب حاراً بدهن الورد
، نفع من نهش



الهوام وشرب الأفيون ، وإن شرب وحده
ممزوجاً بماء نفع من عضة الكلب الكلب ، وأكل الفطر القتال ، وإذا جعل فيه اللحم
الطري ، حفظ طراوته ثلاثة أشهر ، وكذلك إن جعل فيه القثاء ، والخيار ، والقرع ،
والباذنجان ، ويحفظ كثيراً من الفاكهة ستة أشهر ، ويحفظ جثة الموتى ، ويسمى الحافظ
الأمين . وإذا لطخ به البدن المقمل والشعر ، قتل قمله وصئبانه ، وطول الشعر ،
وحسنه ، ونعمه ، وإن اكتحل به ، جلا ظلمة البصر ، وإن استن به ، بيض الأسنان
وصقلها ، وحفظ صحتها ، وصحة اللثة ، ويفتح أفواه العروق ، ويدر الطمث ، ولعقه على
الريق يذهب البلغم ، ويغسل خمل المعدة ، ويدفع الفضلات عنها ، ويسخنها تسخيناً
معتدلاً ، ويفتح سددها ، ويفعل ذلك بالكبد والكلى والمثانة ، وهو أقل ضرراً لسدد
الكبد والطحال من كل حلو .






وهو مع هذا كله مأمون الغائلة ، قليل
المضار ، مضر بالعرض للصفراويين ، ودفعها بالخل ونحوه ، فيعود حينئذ نافعاً له
جداً .



وهو غذاء مع الأغذية ، ودواء مع
الأدوية ، وشراب مع الأشربة ، وحلو مع الحلوى ، وطلاء مع الأطلية ، ومفرح مع
المفرحات ، فما خلق لنا شئ فى في معناه أفضل منه ، ولا مثله ، ولا قريباً منه ،
ولم يكن معول القدماء إلا عليه ، وأكثر كتب القدماء لا ذكر فيها للسكر البتة ، ولا
يعرفونه ، فإنه حديث العهد حدث قريباً ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشربه
بالماء على الريق ، وفي ذلك سر بديع في حفظ الصحة لا يدركه إلا الفطن الفاضل ،
وسنذكر ذلك إن شاء الله عند ذكر هديه في حفظ الصحة .






وفي سنن ابن ماجه مرفوعاً
من حديث أبي هريرة " من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر ، لم يصبه عظيم من البلاء
" ، وفي أثر آخر : " عليكم بالشفاءين : العسل والقرآن " فجمع بين
الطب البشري والإلهي ، وبين طب الأبدان ، وطب الأرواح ، وبين الدواء الأرضي
والدواء السمائي .






إذا عرف هذا ، فهذا الذي وصف له النبي
صلى الله عليه وسلم العسل ، كان استطلاق بطنه عن تخمة أصابته عن امتلاء ، فأمره
بشرب العسل لدفع الفضول المجتمعة في نواحي المعدة والأمعاء ، فإن العسل فيه جلاء ،
ودفع للفضول ، وكان قد أصاب المعدة أخلاط لزجة ، تمنع استقرار الغذاء فيها
للزوجتها ، فإن المعدة لها خمل كخمل القطيفة ، فإذا علقت بها الأخلاط اللزجة ،
أفسدتها وأفسدت الغذاء ، فدواؤها بما يجلوها من تلك الأخلاط ، والعسل جلاء ،
والعسل من أحسن ما عولج به هذا الداء ، لا سيما إن مزج بالماء الحار .



وفي تكرار سقيه العسل معنى طبي بديع ،
وهو أن الدواء يجب أن يكون له مقدار ، وكمية بحسب حال الداء ، إن قصر عنه ، لم
يزله بالكلية ، وإن جاوزه . أوهى القوى ، فأحدث ضرراً آخر ، فلما أمره أن يسقيه
العسل ، سقاه مقداراً لا يفي بمقاومة الداء ، ولا يبلغ الغرض ، فلما أخبره ، علم
أن الذي سقاه لا يبلغ مقدار الحاجة ، فلما تكرر ترداده إلى النبي صلى الله عليه
وسلم ، أكد عليه المعاودة ليصل إلى المقدار المقاوم للداء ، فلما تكررت الشربات
بحسب مادة الداء ، برأ ، بإذن الله ، واعتبار مقادير الأدوية ، وكيفياتها ، ومقدار
قوة المرض مرض من أكبر قواعد الطب .






وفي قوله صلى الله عليه وسلم : "
صدق الله وكذب بطن أخيك " ، إشارة إلى تحقيق نفع هذا الدواء ، وأن بقاء الداء
ليس لقصور الدواء في نفسه ، ولكن لكذب البطن ، و كثرة المادة الفاسدة فيه ، فأمره
بتكرار الدواء لكثرة المادة .



وليس طبه صلى الله عليه وسلم كطب
الأطباء ، فإن طب النبي صلى الله عليه وسلم متيقن قطعي إلهي ، صادر عن الوحي ،
ومشكاة النبوة ، وكمال العقل . وطب غيره ، أكثره حدس وظنون ، وتجارب ، ولا ينكر
عدم انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة ، فإنه إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول ،
واعتقاد الشفاء به ، وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان ، فهذا القرآن الذي هو
شفاء لما في الصدور - إن لم يتلق هذا التلقي - لم يحصل به شفاء الصدور من أدوائها
، بل لا يزيد المنافقين إلا رجساً إلى رجسهم ، ومرضاً إلى مرضهم ، وأين يقع طب
الأبدان منه ، فطب النبوة لا يناسب إلا الأبدان الطبية ، كما أن شفاء القرآن لا
يناسب إلا الأرواح الطبية والقلوب الحية ، فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن طب
الإستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء النافع ، وليس ذلك لقصور فى الدواء ، ولكن لخبث
الطبيعة ، وفساد المحل ، وعدم قبوله ، والله الموفق .






***


فصل


في هديه في داء الإستسقاء وعلاجه


في الصحيحين : من حديث
أنس بن مالك ، قال : قدم رهط من عرينة وعكل على النبي صلى الله عليه وسلم ،
فاجتووا المدينة ، فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " لو
خرجتم إلى إبل الصدقة فشربتم من أبوالها وألبانها ، ففعلوا ، فلما صحوا ، عمدوا
إلى الرعاة فقتلوهم ، واستاقوا الإبل ، وحاربو الله ورسوله ، فبعث رسول الله صلى
الله عليه وسلم في آثارهم ، فأخذوا ، فقطع أيديهم ، وأرجلهم ، وسمل أعينهم ،
وألقاهم في الشمس حتى ماتوا " .



والدليل على أن هذا المرض كان
الإستسقاء ، ما رواه مسلم في صحيحه في هذا الحديث أنهم قالوا : إنا
اجتوينا المدينة ، فعظمت بطوننا ، وارتهشت أعضاؤنا ، وذكر تمام الحديث . . .



والجوى : داء من أدواء الجوف -
والإستسقاء : مرض مادي سببه مادة غريبة باردة تتخلل الأعضاء فتربو لها إما الأعضاء
الظاهرة كلها ، وإما المواضع الخالية من النواحي التي فيها تدبير الغذاء والأخلاط
، وأقسامه ثلاثة : لحمي ، وهو أصعبها . وزقي ، وطبلي .



ولما كانت الأدوية المحتاج إليها فى
علاجه هي الأدوية الجالبة التي فيها إطلاق معتدل ، وإدرار بحسب الحاجة ، وهذه
الأمور موجودة في أبوال الإبل وألبانها ، أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بشربها ،
فإن في لبن اللقاح جلاءً وتلييناً ، وإدراراً وتلطيفاً، وتفتيحاً للسدد ، إذ كان
أكثر رعيها الشيح ، والقيصوم ، والبابونج ، والأقحوان ، والإذخر ، وغير ذلك من
الأدوية النافعة للإستسقاء .



وهذا المرض لا يكون إلا مع آفة في
الكبد خاصة ، أو مع مشاركة ، وأكثرها عن السدد فيها ، ولبن اللقاح العربية نافع
من السدد ، لما فيه من التفتيح ، والمنافع المذكورة .






قال الرازي : لبن اللقاح يشفي أوجاع
الكبد ، وفساد المزاج ، وقال الإسرائيلي : لبن اللقاح أرق الألبان ، وأكثرها مائية
وحدة ، وأقلها غذاء ، فلذلك صار أقواها على تلطيف الفضول ، وإطلاق البطن ، وتفتيح
السدد ، ويدل على ذلك ملوحته اليسيرة التي فيه لإفراط حرارة حيوانية بالطبع ،
ولذلك صار أخص الألبان بتطرية الكبد ، وتفتيح سددها ، وتحليل صلابة الطحال إذا كان
حديثاً ، والنفع من الإستسقاء خاصة إذا استعمل لحرارته التي يخرج بها من الضرع مع
بول الفصيل ، وهو حار كما يخرج من الحيوان ، فإن ذلك مما يزيد في ملوحته ، وتقطيعه
الفضول ، وإطلاقه البطن ، فإن تعذر انحداره وإطلاقه البطن ، وجب أن يطلق بدواء
مسهل .






قال صاحب القانون : ولا
يلتفت إلى ما يقال : من أن طبيعة اللبن مضادة لعلاج الإستسقاء . قال : واعلم أن
لبن النوق دواء نافع لما فيه من الجلاء برفق ، وما فيه من خاصية ، وأن هذا اللبن
شديد المنفعة ، فلو أن إنساناً أقام عليه بدل الماء والطعام شفي به ، وقد جرب ذلك
في قوم دفعوا إلى بلاد العرب ، فقادتهم الضرورة إلى ذلك ، فعوفوا . وأنفع الأبوال
: بول الجمل الأعرابي ، وهو النجيب ، انتهى .



وفي القصة : دليل على التداوي والتطبب
، وعلى طهارة بول مأكول اللحم ، فإن التداوي بالمحرمات غير جائز ، ولم يؤمروا مع
قرب عهدهم بالإسلام بغسل أفواههم ، وما أصابته ثيابهم من أبوالها للصلاة ، وتأخير
البيان لا يجوز عن وقت الحاجة .



وعلى مقاتلة الجاني بمثل ما فعل ، فإن
هؤلاء قتلوا الراعي ، وسملوا عينيه ، ثبت ذلك في صحيح مسلم .



وعلى قتل الجماعة ، وأخذ أطرافهم
بالواحد .



وعلى أنه إذا اجتمع في حق الجاني حد
وقصاص استوفيا معاً ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قطع أيديهم وأرجلهم حداً لله
على حرابهم ، وقتلهم لقتلهم الراعي .



وعلى أن المحارب إذا أخذ المال ، وقتل
، قطعت يده ورجله في مقام واحد وقتل .



وعلى أن الجنايات إذا تعددت ، تغلظت
عقوباتها ، فإن هؤلاء ارتدوا بعد إسلامهم ، وقتلوا النفس ، ومثلوا بالمقتول ،
وأخذوا المال ، وجاهروا بالمحاربة .



وعلى أن حكم ردء المحاربين حكم
مباشرهم ، فإنه من المعلوم أن كل واحد منهم لم يباشر القتل بنفسه ، ولا سأل النبي
صلى الله عليه وسلم عن ذلك .



وعلى أن قتل الغيلة يوجب قتل القاتل
حداً ، فلا يسقطه العفو ، ولا تعتبر فيه المكافأة ، وهذا مذهب أهل المدينة ، وأحد
الوجهين فى مذهب أحمد ، اختاره شيخنا ، وأفتى به .



نجمه بالسما


:::::::::::::::::::::::::::::::::[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان :::::::::::::::
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ضياء الرحمن :: ¯−ـ‗۞۩آلمـنـتــدي الاجتماعي۩۞‗ـ−¯ :: ¯−ـ‗۞۩ منتدى الطب النبوى ۩۞‗ـ−¯-
انتقل الى:  
سحابة الكلمات الدلالية
حياة الامام الشافعي الجزء الاول الصلاة افضل


cash 4 cars flat fee mls

الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: Labels=0

.: عدد زوار المنتدى :.


MusicPlaylist
Music Playlist at MixPod.com
المواضيع الأخيرة
» وظيفة
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2017-10-19, 13:03

» تخفيضات هائلة .. عشان خاطر ست الحبايب
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2017-03-16, 19:25

» دعوة لزرع الأمل .. فى قلوب تحتاج إليك
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2017-03-16, 19:12

» الأيام العشر من ذي الحجَّة 2
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-09-02, 01:49

» الأيام العشر من ذي الحجَّة 1
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-09-02, 01:44

» أحكام عشر ذي الحجَّة 2
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-09-02, 01:28

» أحكام عشر ذي الحجَّة 1
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-09-02, 01:21

» فضل الحج وعشر ذي الحجة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي 2
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-09-02, 01:10

» فضل الحج وعشر ذي الحجة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-09-02, 01:04

» كِتَابْ مِنْ فَيضِ القُرْءَانِ الكََرِيمِ
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف عصام الكردي 2015-06-22, 14:38

» تعلن جمعية الأصالة عن حاجتها إلى محفظــات للقرآن الكـريم
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2015-05-05, 22:38

» معرض الأسر المنتجة فبراير 2015
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2015-02-18, 07:51

» السيرة الإجمالية قبل النبوة
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:27

» بناء الكعبة وقضية التحكيم
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:24

» زواجه بخديجة
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:21

» حياة الكدح
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:17

» حلف الفضول
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:14

» حرب الفِجَار
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:12

» بَحِيرَى الراهب
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:10

» يستسقى الغمام بوجهه
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:08

» إلى عمه الشفيق
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:05

» إلى جده العطوف
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:02

» إلى أمه الحنون
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:00

» الأخلاق"""""""""""""""""""""""
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:56

» الحالة الاقتصادية
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:51

» صور من المجتمع العربي الجاهلي
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:48

» الحالة الدينية................
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:45

» شق الصدر
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:32

» شق الصدر
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:27

» في بني سعد
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:23

» في بني سعد
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:23

» المولد وأربعون عامًا قبل النبوة المولـــد
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:19

» الأسرة النبوية
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:13

» نسب النبي صلى الله عليه وسلم
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:09

» معرض الأسر المنتجة الأول 2015
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2015-01-26, 10:17

» اسم الله الرزاق
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-22, 22:54

» الآية السادسة والعشرون قوله تعالى { إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم } .
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-22, 00:11

» "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّاِ" مريم 96
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 23:54

» تفسير ::: الزلزلة
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 23:46

» ضوء الفجر نعمة من الله 2
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 23:43

» ضوء الفجر نعمة من الله 1
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 23:39

» تاسعًا : الفوز بغنيمة قيمة
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:53

» سابعًا : الحصول على شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية المطلقة
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:51

» سادسًا : ازدياد العلم لدى من ينشره في الخلق
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:49

» خامسًا : الظفر بالعون والمدد من الله
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:46

» رابعًا : الخروج من تبعة الكتمان
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:40

» ثالثًا : التأسي بأنبياء الله ورسوله
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:37

» ثانيًا : الفوز بصلاة الله
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:33

» ثانيًا : الفوز بصلاة الله
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:29

» الأجر العظيم في نشر العلم
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:27

» حــوار شيـــــق بيـن فــــــخ وعـصـفــــــورا..!!
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:15

» تستحى وهى فى الكفن .. فما بال الأحياء لا يستحون
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 21:19

» المـــوت ايا عبد كم يراك الله عاصيا حريصا على الدنيا وللموت ناسيا
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 21:11

» من أتقن سياسة "التغافل" أراح نفسه و أراح الناس من حوله
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 20:55

» حين تؤمن بأن الله قادر على تغييرك من حال إلى حال، ستجد الطمأنينة ملأت قلبك هي وراحة البال
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 20:08

» الدكتوره دعاء الراوي: قبل أن تيقظوا أطفالكم
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 20:01

» ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 19:46

» الفتور أمر طبيعي في حياة المسلم..
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 19:45

» يشرع لمن أراد أن يضحي إذا دخل في العشر الأول من ذي الحجة
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 19:41

» ✿ فضل العشر والعمل الصالح فيها ✿
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 19:37

» ما جاء فى صلاة التهجد
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:31

» اسئلة واجوبة في السيرة النبوية 6
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:31

» مِنْ بَيّنْ كُلِ الأدْياَن لِماذا الإسْلامْ
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:31

» المنار المنيف في الصحيح والضعيف
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:30

» المقيت .........................
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:30

» اسئلة فقهية للمراءة المسلمة
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:29

» ............ طواف الوداع
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:28

» أذكـــــــار المســـاء
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:28

» فضائل سورة القدر
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:28

» ماذا تفعل من لم تستطع تحري ليلة القدر لعذر شرعي.. وهل يفوتها الأجر فإذا كانت الإجابة بنعم هل يحل لها استخدام حبوب تأخير الدورة؟
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:20

» Quran Translations
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:20

» صفات الحجاب الشرعي
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:19

» ماذا قالو هؤلاء
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:19

» النجاح لا يقبل خيار الهزيمة والفشل".
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:19

» جمـــع وتـوزيع 10.000 مصحــف
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-08-04, 20:10

» دليل الخير يفتح لك أبواب الخير فكن في قافلة خير الناس
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-08-04, 20:08

» 13 قصة موسى الكليم
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2013-07-03, 19:29

» هلاك فرعون وجنوده
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2013-07-03, 19:29

» 2 هلاك فرعون وجنوده
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2013-07-03, 19:28

» فصل فيما كان من أمر بني إسرائيل بعد هلاك فرعون
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2013-07-03, 19:28

» كتاب حصن المسلم كاملاً
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2013-07-03, 19:27

» سهم الخير يأخذ بيدك لعمل الخير
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2013-06-29, 19:14

» في رمضان شارك ولو بكيلو وكن سببا في إسعاد الفقراء
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2013-06-29, 19:14

» مشـــروع إفطـــار صائـــم ضاعـــف صيامــك ب15 جنيه فقط
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2013-06-29, 19:13

» ختمة المراجعة للحفاظ مجاناً
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2013-06-29, 08:41

» رمضان على الأبواب فمن يشارك في سهم الخير
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2013-06-29, 05:19

» مشروع تطوع معنا فى رمضان
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2013-06-26, 10:41

» لاااااااااا يــــامنتقبه ...!!
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-06-14, 10:15

» أهلا يم
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:50

» اهلا العابره
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:49

» اهلا نهى احمد
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:47

» قشر الموز و تبييض الاسنان
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:45

» ذكاء اكثر وجهد اقل
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:44

» ما معنى كلمة Nescafé؟؟؟ ومعلومات اخرى هتعجبكم بإذن الله
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:44

» 13 عادة يوميّة تسبّب لك حبّ الشباب
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:43

» بدء النشاط الصيفى المتميز
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:41

» دورة المدرس المعتمد TOT
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:40

» مشروع خطوة
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:39

» 12 قصة موسى الكليم
الطب النبوى :::::::::: والطب النبوى نوعان ::::::::::::::: I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2013-05-11, 17:34