كيف أنوي العمل لله وكيف أحتسب الأجر فيه ؟

السؤال: كيف
أنوي عمل العمل لله ، فأنا قبل أي عمل أقعد مع نفسي لحظات وأتخذ النيات
المتعددة لله ، فمثلا عند قراءة القرآن أنوي نية الطاعة ، والعلم ، والعمل
به ، والأجر ، والشفاء ، والشفاعة ، والتدبر ، وغيرها ، فأقوم بتأمل تلك
الأشياء من باب النية ، فهل هكذا اتخاذ النية . وبالنسبة للاحتساب ، فهل
أنا ملزم عند كل عمل أن أحتسب الأجر عند الله عز وجل ، وعند كل فريضة
ونافلة وأي عمل ، وإذا نسيت ماذا علي فهل ذهب عملي سدى ، وكيف أحتسب الأجر
عند الله ، وماذا علي لو لم أعرف أجر العمل الذي أقوم به ، فكيف أحتسبه ؟
وشكرا لكم كثيرا إخوتي في الله ، والله إني أحبكم كثيرا في الله .

الجواب :
الحمد لله
أولا :
الحديث في " النيات " من أدق الأحاديث وأصعبها ؛ لارتباطها بخفايا النفوس
وتعلقها بأفكار القلوب التي لا تنكشف إلا بالتفكر في مراحلها ودرجاتها ،
ولأن علم السلوك قائم عليها ، يدور في فلكها ، وهو من أدق العلوم وأرقاها ،
ولا تتم سعادة العبد ولا نجاته يوم القيامة إلا بالتوفيق إلى النية
الصالحة .
لذلك نجد في صفحات تراث سلفنا الصالحين ، وعلمائنا الأبرار المتقين الكثير
من تجارب الخوض في هذه الأبواب ، والكثير من العلوم التي بنيت لفهم حقيقة
النية وطريقة الإخلاص ومعالجة الإرادة .
وكان مما قالوه أن كل عمل لا بد - كي يقوم ويتم - أن تتحقق فيه أركان ثلاثة :
1- الداعية الباعثة على العمل ( العلم )
2- والإرادة التي هي الانبعاث نحو العمل ( القصد والنية )
3- والقدرة (العمل).
ولنمثل لذلك بمثال يتضح به المقال : إذا هجم على الإنسان سبع أو وحش مثلا ،
فإن معرفته بضرر السبع وأذيته له هي الداعية الباعثة على الهرب للتخلص من
ذلك الضرر ، فتحقق الركن الأول ( الباعث )، ولذلك ستنبعث في قلبه إرادة
الهرب وقصده ، فيتحقق الركن الثاني ( النية )، ثم تنتهض القدرة لتفعل فعل
الهرب بسبب الإرادة ، فيتم الفعل بذلك .
فالفعل هنا هو الهرب ، والنية هي الفرار من السبع لا غير ، والباعث الذي هو
المقصد المنوي الذي دعا إلى الفعل هو التخلص من ضرر السبع وأذاه .
ينظر: " إحياء علوم الدين " ، للغزالي (4/365) .
ثانيا :
من أراد أن ينوي النية الصالحة في عمله ، فلا بد أن يلتفت إلى الباعث
الداعي الذي يزجره نحو ذلك العمل ، فيحرص على أن يكون باعثه أمرا صالحا
مشروعا ، مما يحبه الله ويرضاه ويثيب عليه ، فتنطلق النية والإرادة نحو
ذلك العمل بسبب هذا الباعث الصالح ، وبهذا تكون النية لله تعالى ، ثم عليه
بعد ذلك أن يحافظ على هذا الداعي الأصلي الخالص لله تعالى ، فلا يتفلت
منه أثناء عمله ، ولا يتقلب ، ولا ينصرف إلى غير الله ، ولا يداخله شرك
آخر .
ولهذا قال سفيان الثوري رحمه الله :
" سفيان الثوريّ: "ما عالجت شيئاً عليّ أشد من نيّتي، إنها تتقلب عليّ " !!
فمن أراد أن يقوم بعمل " قراءة
القرآن الكريم " مثلا ، ويكون عمله خالصا متقبلا عند الله تعالى ، فلا بد
أن ينشأ الباعث في نفسه نشأة صحيحة شرعية ، كقصد عبادة الله تعالى ، أو
يعلم فضيلة ثواب قراءة القرآن الكريم فتتشوف النفس لتحصيله ، أو يعرف
منفعة التدبر والتأمل في آيات الله تعالى ، أو أن القرآن الكريم يأتي
شفيعا لصاحبه يوم القيامة ، أو يستحضر أن القرآن كلام الله ، وهو من أحب
ما يتقرب به إليه ، ونحو ذلك من البواعث الشرعية التي تلقي في النفس
الرغبة نحو هذا الفعل .
فإذا رغبت النفس به ، وانطلقت الإرادة نحو تحقيقه لأجل تلك الأغراض : تحققت
النية ، ثم إذا توفرت القدرة لتحقيق التلاوة : اكتمل العمل المشروع
الخالص لوجه الله عز وجل .
ثم يبقى عليه بعد ذلك أن يحافظ على ما حصله من النية الخالصة ، والعمل
الصالح ، فعدوه إبليس يتلصص عليه ، حريص على أن يخطف منه ما استطاع !!
ثالثا:
البواعث التي بتعث المرء على العمل الصالح قد تتعدد ، ولها درجات ومراتب ،
وإذا كانت كلها صالحة تضاعف أجر العمل أضعافا كثيرة ، وكلما تعلقت
بالدرجات العلى من اليقين والإيمان كان العمل أعظم عند الله عز وجل .
يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله :
" أما الأصل فهو أن ينوى بها عبادة الله تعالى لا غير ، فإن نوى الرياء
صارت معصية ، وأما تضاعف الفضل فبكثرة النيات الحسنة ، فإن الطاعة الواحدة
يمكن أن ينوي بها خيرات كثيرة ، فيكون له بكل نية ثواب ، إذ كل واحدة
منها حسنة ، ثم تضاعف كل حسنة عشر أمثالها كما ورد به الخبر .
ومثاله : القعود فى المسجد ، فإنه طاعة ، ويمكن أن ينوى فيه نيات كثيرة حتى
يصير من فضائل أعمال المتقين ، ويبلغ به درجات المقربين :
أولها : أن يعتقد أنه بيت الله ، وأن داخله زائر الله ، فيقصد به زيارة مولاه رجاء لما وعده به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وثانيها : أن ينتظر الصلاة بعد الصلاة ، فيكون في جملة انتظاره في الصلاة .
وثالثها : كف السمع والبصر والأعضاء عن الحركات والترددات ، فإن الاعتكاف كف وهو في معنى الصوم .
ورابعها : عكوف الهم على الله ، ولزوم السر للفكر في الآخرة ، ودفع الشواغل الصارفة عنه بالاعتزال إلى المسجد .
وخامسها : التجرد لذكر الله ، أو لاستماع ذكره وللتذكر به .
وسادسها : أن يقصد إفادة العلم بأمر بمعروف ونهي عن منكر ، إذ المسجد لا
يخلو عمن يسيء في صلاته ، أو يتعاطى ما لا يحل له ، فيأمره بالمعروف
ويرشده إلى الدين ، فيكون شريكا معه في خيره الذي يعلم منه ، فتتضاعف
خيراته .
وسابعها : أن يستفيد أخا في الله ، فإن ذلك غنيمة وذخيرة للدار الآخرة ، والمسجد معشش أهل الدين المحبين لله وفي الله .
وثامنها : أن يترك الذنوب حياء من الله تعالى ، وحياء من أن يتعاطى في بيت الله ما يقتضي هتك الحرمة .
فهذا طريق تكثير النيات ، وقس به سائر الطاعات والمباحات ، إذ ما من طاعة
إلا وتحتمل نيات كثيرة ، وإنما تحضر في قلب العبد المؤمن بقدر جده في طلب
الخير وتشمره له ، وتفكر فيه ، فبهذا تزكوا الأعمال وتتضاعف الحسنات "
انتهى باختصار من " إحياء علوم الدين " (4/370-371)
رابعاً:
وأما الاحتساب فهو مرادف الإخلاص لوجه الله تعالى ، لا فرق بينهما ، فمن
نوى بعمله نية صالحة فقد احتسبه عند الله تعالى ، ولا يحتاج إلى مزيد
استحضار قلبي لفكرة أخرى .
يقول الإمام النووي رحمه الله :
" معنى : ( احتسابا ) : أن يريد الله تعالى وحده ، لا يقصد رؤية الناس ،
ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص " انتهى من " شرح مسلم " (6/39)
ويقول ابن بطال رحمه الله :
" وقوله : ( احتسابًا ) يعنى : يفعل ذلك ابتغاء وجه الله تعالى " انتهى من " شرح صحيح البخاري " (4/146)
ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" الأجر الموعود به إنما يحصل لمن صنع ذلك احتسابا : أي : خالصا " انتهى من " فتح الباري " (1/110)
وينصح بمراجعة كتاب "مقاصد المكلفين" لفضيلة الدكتور عمر سليمان الأشقر، حفظه الله ، فهو كتاب نافع مفيد في بابه .
وانظر جواب السؤال رقم : (69960) ، (115574)
والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

بسم الله الرحمن الرحيم
أولا لماذا نحتسب الأجر ؟
نحتسب
الاجر حتى نحقق الغايه الى خلقنا من اجلها وهى عبادة الله تعالى والفوز
برضى الله ونعيمه والنجاه من غضبه وعذابه وان يكون العمل خالص لوجه الله
تعالى ....

ومن الامور التى تدفعنا الى احتساب الاجر:

1- سرعة مرور الوقت 2-موت الفجأة 3-تغير الاحوال من الصحة للمرض ومن الشباب الى الهرم ومن الغنى الى الفقر

4-
لاننا نحتاج الى الكثير من الاعمال التى تثقل الموازين لاننا سرعان مانفسد
اعمالنا الصالحة بعمالنا الفاسده كالنميمة والغيبه والكذب.

5- استشعار التفريط والتفريط فى جنب الله عزوجل.

6- الخوف من الله وهذا دافع قوى للعمل مع الرجاء.

7- الرغبة فى الحصول على الاجر والثواب.

** ماهى فوائد الاحتســــــــــــــاب ؟
1- دليل كمال الايمان وحسن الاسلام .
2- الفوز بالجنة والنجاة من النار.
3-حصول السعادة فى الدارين.
4-الاحتساب فى الطاعات يجعلها خالصة لوجه الله وليس للاخلاص ثواب الا الجنة.
5-الاحتساب فى المكاره يضاعف أجر الصبر عليها.
6-علامة على صحة العبد واستقامته.
7-بالاحتساب تؤدى شكر النعمة لأن الاحتساب طاعة ومن شكر النعم العمل بالطاعات.
8-الاحتساب
يزيدك رفعة عند خالقك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن ابى
وقاص.... انك لن تخلف فتعمل عملا تبتغى به وجه الله الا ازددت به درجة
ورفعة....) جزء من حديث رواه الامام البخارى.
9-عندما
تحتسب الاجر ولايمكنك أن تقوم بالعمل الذى كنت تحتسب الاجر عليه لعذر ما
فسوف يحب لك العمل كأنك قمت به وذلك لقول النبى صلى الله عليه وسلم اذا مرض
العبد أوسافر كتب له مثل ماكان يعمل صحيحا مقيما. رواه البخارى.

* أولا ماذا تحتسبون فى الدعوة الى الله ؟
1-أجر
الدلالة على الخير فعن ابى مسعود الانصارى رضى الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل أجر فاعله .. مسلم.

2-أجر
الدعوة الى الله فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لاينقص ذلك من
أجورهم شيئا .. مسلم.

3-ثواب
تعليم الناس الخير الا تحبين ان يصلى الله وملائكته عليك ليس هذا فحسب فقد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله وملائكته واهل السموات والارض
حتى النملة فى جحرها وحتى الحوت فى البحر ليصلون على معملى الناس الخير ..
جزء من حديث رواه الترمذى .

4-ثواب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ولاتنسى ان كل امر بمعروف صدقه وكل نهى عن منكر صدقة .

5-ثواب
الكلمة الطيبة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه بالبخارى ان
العبد ليتكلم بالكلمة لا يلقى لها بالا يرفعه الله بها درجات ... فتح
البارى (11/311)

6-أنت بحاجه يومية لانشراح الصدر والرضا عن النفس ونشاطك الدعو سيحقق لك هذا الاحساس .

7-بركة دعاء النبى صلى الله عليه وسلم عندما قال نضر الله امرءا سمع مقالتى فوعاهاوحفظها وبلغها .. الترمذى(2658) فبلغى واحتسبى.

8-ثواب لامتثال امر النبى صلى الله عليه وسلم بغوا عنى ولو آية (البخارى-الفتح 6/2658)

9- لاتنسى قول الله ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال اننى من المسلمين .. فصلت 33

10- ابتغاء ان يحفظك الله فى الشدة كما حفظتيه فى الرخاء .

* ماذا تحتسبين عند استخدامك للهاتف ؟
1-
ثواب صلة الرحم اذا كنتى ستكلمى احد من اقاربك قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من سره أن يبسط له فى رزقه وينسأ له فى أثره فليصل رحمه (البخارى
الفتح (5986/10) ومسلم(2557)

2-ثواب
الكلمة الطيبة فى مكالمات التهنئة أو التعزية قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم الكلمه الطيبة صدقة .. البخارى _ الفتح (2989/6)

3-احتسبى الحفاظ على وقتك باستعمال الهاتف لعمل أكثر من عبادة فى وقت قصير. مثـــــال ذلك :

مكالمة هاتفية تجرينها مع والدتك ستحتسبين فيها العبادات التالية :
بر
الوالدين وصله الرحم وادخال السرور على مسلمة وقضاء حاجاتها ان كانت لها
حاجه والكلمة الطيبة واجر السلام فى بدايه المكالمه ونهايتها .

4-أجر
طلب العلم الشرعى بسؤال اهل العلم عبر الهاتف مع مراعاة الوقت المناسب
للاتصال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب
العلم رضا بما يصنع ... جزء من حديث رواه الامام احمد صحيح الجامع.

5-ان الهاتف يساعد على القرار فى البيت وهذا امر يحبه الله ورسوله قال تعالى وقرن فى بيوتكن وهذا للتقليل من الخروج .

* كم مرة تحتاجين للذهاب الى الخلاء ؟؟
لا تتعجبين من سؤالى فاطرحه عليكى بطريه اخرى هل فكرتى ان تحتسبى الاجر عند ذهابك الى دورة المياة؟ قد تقولين باندهاش احتسب ماذا؟؟!!

1-أجر
ترديد دعاء دخول الخلاء وهذا سنه عن النبى صلى الله عليه وسلم وحفظا لكى
من عيون الجن فعن انس رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يقول عند دخول الخلاء اللهم انى اعوذ بك من الخبث والخبائث ..

2-أجر ترديد دعاء الخروج من الخلاء ففى سنن أبى داود والترمذى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول غفرانك .

3-وعند
تنعلك لدخول الخلاء احتسبى ارتداء النعل باليمين وخلعه بالشمال على عكس
دخول الخلاء نفسه فانك تدخلى بالقدم اليسرى وتخرجى باليمنى وعند خلع النعل
تخلعى بعد الخروج تخلعى الشمال اولا فعن ابى هريرة رضى الله عنه انه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا انتعل احدكم فليبدا باليمين واذا
انتزع فليبدا بالشمال لتكن اليمين اولهما تنعل واخرها تنزع ... بضم التاء البخارى (الفتح10/5856)

أربع
سنن بسيطة تطبقينها عدة مرات فى اليوم فلو افترضنا ان الانسان يحتاج لدخول
الخلاء خمس مرات يوميا فانه يطبق هذه السنن عشرين مرة فى اليوم وفى خلال
اسبوع واحد سيطبقها مائه واربعين مرة تقريبا ترى ؟ كم من الحسنات ضاعت على
الكثير من الناس ؟؟

رغم انى لا اقول فى العمل حسنه واحدة لان الله يضاعف الحسنااااااات

5-
أجر المداومة على الاذكار الواردة والافعال المسنونة فى اوقاتها ومواضعها
كل ذلك يقربك من الله اكثر عسى الله ان يكتبك من الذاكرين الله كثيرا
والذاكرات !!

6-احتسبى ايضا ان يحبك الله لانك تطبقين سنه حبيبه وروسوله النبى محمد صلى الله عليه وسلم.

واخيرا
اذمر نفسى واياكم بالصيام والقيام وتلاوة القران واذكار الصباح والمساء
والاحوال والليلة والنهى عن المنكر والامر بالمعروف وافشاء السلام وتشميت
العاطس والابتسامه فهى صدقة والكلمة الطيبه صدقه ايضا والتيمن فى جميع
الاعمال الصالحة والى اخره من الاعمال ....

نفعنا الله واياكم لا تنسونا بصااااالح دعاءكم
اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ماجهلنا واجعل اعمالنا خالصة لوجهك الكريم واغفر لنا ذنوبنا واسرافنا فى امرنا ..

» الأجر العظيم في نشر العلم
» هل يجوز العمل في مجمع شيعي ؟
» دعاء يحتار الملائكة في مقدار الأجر الذي يمنح لقائله
» الأذان بحي على خير العمل
» إتقان العمل