بـــكى الباكون للرحمن ليلا وباتو سجدا لايسأمونا

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الله عزوجل
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم
مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ
وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا
وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا
سُجَّدًا وَبُكِيًّا
كان أحد السلف يسجد على هذه الايه ويقول : هذا السجود فأين البكاء
يااااااااااالله
نعم هذا السجود فأين البكاء
كثيرا ماقرأنا هذه الأية وكثيرا ماتليت علينا ولكنها مرت علينا مرور الكرام!!!!
لم نبكى ..ولم نتباكى بل وربما لم نلقى لها بالاً
عندما تتلى نخر سجدا ولكن
أيـــــــن البكاء؟؟
أيـــــــن البكاء؟؟
..
..
..
..
يا من معاصيه أكثر من أن تحصى
يا من رضى أن يطرد ويقصى
يا دائم الزلل وكم يلهو وهو يوصى
يا جهولا بقدرنا ومثلنا لا يعصي
إن كان قد أصابك داء داود فنح نوح نوح تحيا بحياة يحيى
يااااااااااااااااالله
يقول ابن القيم ومتى أقحطت العين من البكاء من خشيه الله فاعلم ان قحطها من قسوه القلب وأبعد القلوب من الله القلب القاسى
وكان ابو سليمان الدارانى يقول : لكل شىء علامه وعلامه الخذلان ترك البكاء من خشيه الله
انظرى إلى النبى صلى الله عليه وسلم
..
..
..
كان يصلى ولصدره أزيز كأزيزالمرجل من البكاء من خشيه الله
وكان أبو بكر رضى الله عنه رجلاً أسيفاً لا يقدر على القراءه اذا صلى من شده بكاءه من خشيه الله
أما أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كان فى وجهه خطوط مسودة من البكاء
ياااااااالله
لهم حـــــال مع الله عزوجل ,,,,,وقلوب رقيقه
أخواني كل تذكرون حديث السبعه الذى يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل الا ظله :الذى جاء فيه
..
..
و رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه
يااااااااااالله
ذكر الله خاليا ففاضت عيناه من خشية ربه فأظله الله تحت ظله فى يوم لو علمتِ بهوله لفررتِ من أهل ومن أوطان
ويقول النبى صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذى
والامام أحمد بسند صحيح لا يلج النار ( اى تحرم عليكِ) أحداً بكى من خشيه
الله حتى يعود اللبن فى الضرع
ياااااالله
والله هذه وحدها تكفى لو قلت لكِ أن فضل البكاء من خشية الله هذه لكفت ورب الكعبة
ويقول النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى
رواه الطبرانى فى الصغير وحسنه الالبانى : طوبى لمن ملك لسانه ووسعه بيته
وبكى على خطيئته
بكيت على الذنوب لعظم جُرمي ... وحُق لمن عصى مرُ البكاء
فلو أن البكاء يـردُ همـي .... لأشعدت الدموع مع الدمـاء
والذى نفسى بيده إن البكاء من خشية الله له فضل عظيم يطول بنا المقام فى ذكر فضله
ولكن تعالى معى لنعرف سويا ماهى الاسباب التى تعين على البكاء من خشية الله
الإخــــــــــــــلاص
(ذكر الله خالياً): تؤدى الى معنى الاخلاص
هذا أول سبب ييسير لكِ البكاء من خشيه الله
يقول محمد بن واسع
لقد أدركت رجالاً يقوم أحدهم فى الصف فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذى هو جانبه
وقال بعضهم : إن كان الرجل ليبكى عشرين سنه وإمرأته معه لا تعلم
وكان قال أيوب السختياني : إذا بكى إحتال وأخفى بكاءه فإذا رق أمسك أنفه (أشعر الناس أنه مزكوم ) فإذا غلبته عبرته قام من المجلس يااااااااالله
يشعر من حوله بأنه مزكوم لكى لايثنى عليه من حوله ويقولون عنه إنه رجل بكاء
ياااااااااااالله
هكذا حالهم
عيونهم باكية وقلوبهم واعية
عرفوا حقيقة الدنيا فما إغتروا بها
وصلوا الى مولاهم وبقينا..وتنعموا بوصاله وشقينا
..
..
ومن ما يعينكِ على البكاء أيضاً
أن تصدق الله عزوجل
وعلامه الصدق ان يظل فى القلب لهيب الشوق إلى الله عزو وجل
وأيضا قرأه القرآن وتدبر معانيه وسماع القرآن
فعن ابن مسعود رضى الله عنه قال :قال لى
النبى صلى الله عليه وسلم اقرأ على القرآن ،قلت : يا رسول الله أقرأ عليك
القرآن وهو عليك أنزل ، قال : انى أحب أن اسمعه من غيرى ،فقرأت عليه من
سوره النساء حتى جئت "فكيف اذا جئنا من كل أمه بشهيد وجئنا بك على هؤلاء
شهيداً" فبكى صلى الله عليه وسلم واذا عيناه تذرفان
والتفكر فى حالكِ وخوفكِ من لقاء ربك
فعن أنس رضي الله عنه قال : خطب رسول الله صلى
الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط فقال : " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم
قليلا ولبكيتم كثيراً " فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم
ولهم خنين
ومن ثم استشعار الندم وتفريطك فى جنب الله والبكاء شفقه من سوء الخاتمه
وأخيرا اخواني والله ثم والله لاخير فى عين لاتبكى
أما يحق البكاء لما طال عصيانها!!!!!!
ياااااااالله
بكى الباكون للرحمن ليلا....وباتوا سجّدا لا يسأمونا
بقاع الارض من شوق اليهم....تحن متى عليها يسجدونا
قيل لعطاء السليمي رحمه الله تعالى: ما تشتهي؟ قال: أشتهي أن أبكي حتى لا أقدر أن أبكي
ياااااااااالله
إلهى إن كانت ذنوبنا أخافتنا فإن محبتنا لك قد أجارتنا
أسأل الله تعالى أن يغفر لنا الذنوب وأن يستر علينا العيوب وأن يتقبل منا جميعاً صالح الأعمال أنه ولى ذلك والقادر عليه

» (وخشعت الاصوات للرحمن...) للقارئ ناصر قطامي