نصف الإيمان

موضوع: نصف الإيمان 2011-10-06, 19:17

بسم الله الرحمن الرحيم

نصف الإيمان هو الشكر لله تعالى فالإيمان نصفان كما جاء في الأثر نصف شكر ونصف صبر

والشكر لله هو من اجل مراتب العبودية لله تعالى فلا يكون العبد مؤمن حتى يكون شاكرا ً

قال تعالى ( وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ ) البقرة {152}

والشكر أساس المزيد فإذا أردت أن يزيد الله عليك من نعمه فكن شاكراً له

قال تعالى ( َإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) إبراهيم {7}

فيا من تريد الغنى والزيادة في الرزق اشكر الله تكن أغنى الناس ويزيد الله عليك من رزقه

ولكن اعلم أن الشكر ليس باللسان فقط ولكن بالجوارح ايضاً

فالشكر شكر باللسان وبالجوارح فتستعمل هذه الجوارح التي هي من نعم الله في طاعته

وتستعمل جميع نعمه في طاعته وتجتنب معصيته

فليس من شكر النعمة أن تستعمل نعم الله في معصيته

وليس من شكر نعمة الجوارح أن تستعملها في معصيته

فليس من شكر نعمة العين أن تستعملها في النظر إلى ما حرم الله

وليس من شكر نعمة الأذن أن تستعملها في سماع الغناء والموسيقى وما حرم الله

وليس من شكر نعمة اللسان أن تسب به الناس و تتكلم به بالغيبة والنميمة و توذى به الناس

وليس من شكر نعمة اليد أن تستعملها في ظلم الناس واخذ الرشوة والحرام ومصافحة النساء الأجنبية

وليس من شكر نعمة الرجل أن تستعملها في الذهاب بها إلى ما حرم الله .....

واعلم أن هذه الجوارح ستشهد عليك يوم القيامة

عن أنس بن مالك قال:
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال "هل تدرون مما أضحك؟" قال
قلنا: الله ورسوله أعلم. قال "من مخاطبة العبد ربه. يقول: يا رب! ألم
تجرني من الظلم؟ قال يقول: بلى. قال فيقول: فإني لا أجيز على نفسي إلا
شاهدا مني. قال فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا. وبالكرام الكاتبين
شهودا. قال فيختم على فيه. فيقال لأركانه: انطقي. قال فتنطق بأعماله. قال
ثم يخلى بينه وبين الكلام. قال فيقول: بعدا لكن وسحقا. فعنكن كنت أناضل".
رواه مسلم

فهذه النعم والجوارح إنما أعطها الله لك لكي تشكره عليها

قال تعالى ( وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ
تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ
وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) النحل {78}

فأن أول أركان الشكر استعمال نعم الله في ما يحب وعدم استعمالها في معصيته

وجميع النعم التي نحن فيها الآن من الله عز وجل وهى كثيرة
لا تعد ولا تحصى

قال تعالى ( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )النحل {18}

فيجب علينا أن نشكر الله

ونحن عندما نشكر الله يرضه لنا

قال تعالى ( وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ )

الزمر {7}

وقد مدح الله الشاكرين واخبر انهم قليل من عباده

قال تعالى ( وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ )سبا {13}

فكن من هولاء القليل

وانظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم

و قد قام حتى تورمت قدماه فقيل له :

تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟

فقال ( أفلا أكون عبدا شكورا )

أخرجه البخاري ومسلم من حديث المغيرة بن شعبة

فنعم الله كثيرة علينا فيجب أن نشكر الله عليها

و اعلم انك أن تشكر الله فأنت الذي تنتفع بهذا الشكر

( َمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ )

النمل {40}

فأنت المستفيد والمنتفع من هذا الشكر فالله غنى لا يحتاج لأحد

قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد ) فاطر ُ{15}

ولله در القائل

يا منتهى الآمال
أنت كفلتني وحفظتني

وعدا الزمان عليً كي
يجتاحني فمنعتني

فانقاد لي متخشعاً
لما رآك نصرتني

وكسوتني ثوب الغنى
ومن المغالب صنتني

فإذا شكرتك زدتني
فمنحتني وبهرتني

أو أجُدُ بالمال فا
لأموال أنت أفدتني

فنسأل الله أن نكون من الشاكرين

والله المستعان

» صدق الإيمان.. وإِخلاصه
» الإيمان بالبعث بعد الموت
» الإيمان نصفان : نصف صبر , ونصف شكر ((لابن القيم ))
» تيسير مسائل الإيمان والكفر ... سؤال وجواب >
» حقيقة الإيمان وهل الإتيان بأركانه يؤدي إلى دخول جنة الفردوس