منتديات ضياء الرحمن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 محمد النبي الأمي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نجمه بالسما
-.-
-.-
نجمه بالسما


الاوسمة : محمد النبي الأمي H%20(9)
الهواية : محمد النبي الأمي Painti10
المزاج : محمد النبي الأمي 210
المهنة : محمد النبي الأمي Unknow10
علم البلد : محمد النبي الأمي Egypt110
انثى عدد المساهمات : 2449
تاريخ التسجيل : 17/02/2011
العمل/الترفيه : sport
لاتحزن : متقلب

محمد النبي الأمي Empty
مُساهمةموضوع: محمد النبي الأمي   محمد النبي الأمي I_icon_minitime2011-06-21, 17:02

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أكمل لنا الدين ، وأتم علينا النعمة ، وجعل أمتنا - ولله الحمد - خير أمة ، وبعث فينا رسولا منا يتلو علينا آياته ، ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة . أحمده على نعمه الجمة ، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له ، شهادة تكون لمن اعتصم بها خير عصمة ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله للعالمين رحمة ، وفرض عليه بيان ما أنزل إلينا ، فأوضح لنا كل الأمور المهمة ، وخصه بجوامع الكلم ، فربما جمع أشتات الحكم والعلوم في كلمة ، أو شطر كلمة ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ، صلاة تكون لنا نورا من كل ظلمة ، وسلم تسليما كثيرا . أما بعد : فإن الله سبحانه وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بجوامع الكلم ، وخصه ببدائع الحكم . كما في " الصحيحين " ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بعثت بجوامع الكلم قال الزهري : جوامع الكلم - فيما بلغنا - أن الله يجمع له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد والأمرين ، ونحو ذلك . e]ص: 54 ] خرج الإمام أحمد رحمه الله من حديث عمرو بن العاص ، قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما كالمودع ، فقال : " أنا محمد النبي الأمي " . قال ذلك ثلاث مرات . " ولا نبي بعدي ، أوتيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه " ، وذكر الحديث . وخرج أبو يعلى الموصلي من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إنى أوتيت جوامع الكلم وخواتمه ، واختصر لي اختصارا " . وخرج الدارقطني من حديث ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أعطيت جوامع الكلم ، واختصر لي الحديث اختصارا . وروينا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق القرشي ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعطيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه " فقلنا : يا رسول الله ، علمنا مما علمك الله عز وجل ، قال : فعلمنا التشهد . e]ص: 55 ] ‌ وفي " صحيح مسلم " ، عن سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبيه ، عن جده ، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل ، عن البتع والمزر ، قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطي جوامع الكلم بخواتمه ، فقال : أنهى عن كل مسكر أسكر عن الصلاة . وروى هشام بن عمار في كتاب " المبعث " بإسناده ، عن أبي سلام الحبشي ، قال : حدثت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " فضلت على من قبلي بست ولا فخر " فذكر منها : قال : " وأعطيت جوامع الكلم ، وكان أهل الكتاب يجعلونها جزءا بالليل إلى الصباح ، فجمعها لي ربي في آية واحدة سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ( الحديد : 1 ) . فجوامع الكلم التي خص بها النبي صلى الله عليه وسلم نوعان : أحدهما : ما هو في القرآن ، كقوله عز وجل : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ( النحل : 90 ) قال الحسن : لم تترك هذه الآية خيرا إلا أمرت به ، ولا شرا إلا نهت عنه . والثاني : ما هو في كلامه صلى الله عليه وسلم ، وهو منتشر موجود في السنن المأثورة عنه e]ص: 56 ] صلى الله عليه وسلم . وقد جمع العلماء جموعا من كلماته صلى الله عليه وسلم الجامعة ، فصنف الحافظ أبو بكر بن السني كتابا سماه : " الإيجاز وجوامع الكلم من السنن المأثورة " وجمع القاضي أبو عبد الله القضاعي من جوامع الكلم الوجيزة كتابا سماه : " الشهاب في الحكم والآداب " ، وصنف على منواله قوم آخرون ، فزادوا على ما ذكره زيادة كثيرة . وأشار الخطابي في أول كتابه " غريب الحديث " إلى يسير من الأحاديث الجامعة . وأملى الإمام الحافظ أبو عمرو بن الصلاح مجلسا سماه " الأحاديث الكلية " جمع فيه الأحاديث الجوامع التي يقال : إن مدار الدين عليها ، وما كان في معناها من الكلمات الجامعة الوجيزة ، فاشتمل مجلسه هذا على ستة وعشرين حديثا . ثم إن الفقيه الإمام الزاهد القدوة أبا زكريا يحيى النووي رحمة الله عليه أخذ هذه الأحاديث التي أملاها ابن الصلاح ، وزاد عليها تمام اثنين وأربعين حديثا ، وسمى كتابه " بالأربعين " ، واشتهرت هذه الأربعون التي جمعها ، وكثر حفظها ، ونفع الله بها ببركة نية جامعها ، وحسن قصده رحمه الله . وقد تكرر سؤال جماعة من طلبة العلم والدين لتعليق شرح لهذه الأحاديث المشار إليها ، فاستخرت الله سبحانه وتعالى في جمع كتاب يتضمن شرح ما ييسره الله تعالى من معانيها ، وتقييد ما يفتح به سبحانه من تبيين قواعدها ومبانيها ، وإياه أسأل العون على ما قصدت ، والتوفيق لصلاح النية والقصد فيما أردت ، وأعول في أمري كله عليه ، وأبرأ من الحول والقوة إلا إليه . وقد كان بعض من شرح هذه الأربعين قد تعقب على جامعها رحمه الله تركه e]ص: 57 ] لحديث : ألحقوا الفرائض بأهلها ، فما أبقت الفرائض ، فلأولى رجل ذكر قال : لأنه الجامع لقواعد الفرائض التي هي نصف العلم ، فكان ينبغي ذكره في هذه الأحاديث الجامعة ، كما ذكر حديث البينة على المدعي ، واليمين على من أنكر لجمعه لأحكام القضاء . فرأيت أنا أن أضم هذا الحديث إلى أحاديث الأربعين التي جمعها الشيخ رحمه الله ، وأن أضم إلى ذلك كله أحاديث أخر من جوامع الكلم الجامعة لأنواع العلوم والحكم ، حتى تكمل عدة الأحاديث كلها خمسين حديثا ، وهذه تسمية الأحاديث المزيدة على ما ذكره الشيخ رحمه الله في كتابه : حديث : ألحقوا الفرائض بأهلها حديث : يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب حديث : إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه حديث : كل مسكر حرام حديث : ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن حديث : أربع من كن فيه كان منافقا حديث : لو أنكم توكلون على الله حق توكله ، لرزقكم كما يرزق الطير حديث : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل . وسميته : e]ص: 58 ] جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم . واعلم أنه ليس غرضي إلا شرح الألفاظ النبوية التي تضمنتها هذه الأحاديث الكلية ، فلذلك لا أتقيد بكلام الشيخ رحمه الله في تراجم رواة هذه الأحاديث من الصحابة رضي الله عنهم ، ولا بألفاظه في العزو إلى الكتب التي يعزو إليها ، وإنما آتي بالمعنى الذي يدل على ذلك ؛ لأني قد أعلمتك أنه ليس لي غرض إلا في شرح معاني كلمات النبي صلى الله عليه وسلم الجوامع ، وما يتضمنه من الآداب والحكم والمعارف والأحكام والشرائع . وأشير إشارة لطيفة قبل الكلام في شرح الحديث إلى إسناده ؛ ليعلم بذلك صحته وقوته وضعفه ، وأذكر بعض ما روي في معناه من الأحاديث إن كان في ذلك الباب شيء غير الحديث الذي ذكره الشيخ ، وإن لم يكن في الباب غيره ، أو لم يكن يصح فيه غيره ، نبهت على ذلك كله ، وبالله المستعان ، وعليه التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
مسألة: الجزء الأولالتحليل الموضوعيe]ص: 53 ] بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْمَلَ لَنَا
الدِّينَ ، وَأَتَمَّ عَلَيْنَا النِّعْمَةَ ، وَجَعَلَ أُمَّتَنَا -
وَلِلَّهِ الْح
َمْدُ - خَيْرَ أُمَّةٍ ، وَبَعَثَ فِينَا رَسُولًا
مِنَّا يَتْلُو عَلَيْنَا آيَاتِهِ ، وَيُزَكِّينَا وَيُعَلِّمُنَا
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ . أَحْمَدُهُ عَلَى نِ
عَمِهِ الْجَمَّةِ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
شَهَادَةً تَكُونُ لِمَنِ اعْتَصَمَ بِهَا خَيْرَ عِصْمَةٍ ، وَأَشْهَدُ
أَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ لِلْعَالَمِينَ رَحْمَةً ، وَفَرَضَ عَلَيْهِ
بَيَانَ مَا أَنْزَلَ إِلَيْنَا ، فَأَوْضَحَ لَنَا كُلَّ الْأُمُورِ
الْمُهِمَّةِ ،
وَخَصَّهُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ ، فَرُبَّمَا
جَمَعَ أَشْتَاتَ الْحِكَمِ وَالْعُلُومِ فِي كَلِمَةٍ ، أَوْ شَطْرِ
كَلِمَةٍ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ
وَصَحْبِهِ ،
صَلَاةً تَكُونُ لَنَا نُورًا مِنْ كُلِّ ظُلْمَةٍ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا
كَثِيرًا . أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بَعَثَ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ ، وَخَصَّهُ بِبَدَائِعِ الْحِكَمِ . كَمَا فِي " الصَّحِيحَيْنِ " ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ قَالَ الزُّهْرِيُّ : جَوَامِعُ
الْكَلِمِ - فِيمَا بَلَغَنَا - أَنَّ اللَّهَ يَجْمَعُ لَهُ الْأُمُورَ
الْكَثِيرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُكْتَبُ فِي الْكُتُبِ قَبْلَهُ فِي
الْأَمْرِ الْوَا
حِدِ وَالْأَمْرَيْنِ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ . e]ص: 54 ] خَرَّجَ
الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا كَالْمُوَدِّعِ ، فَقَالَ : " أَنَا مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ
الْأُمِّيُّ " . قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ . " وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي
، أُوتِيتُ فَوَاتِحَ الْكَلِمِ وَخَوَاتِمَهُ وَجَوَامِعَهُ
" ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ . وَخَرَّجَ
أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّى أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَخَوَاتِمَهُ ، وَاخْتُصِرَ لِيَ اخْتِصَارًا " . وَخَرَّجَ الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ ، وَاخْتُصِرَ لِيَ الْحَدِيثُ اخْتِصَارًا . وَرُوِّينَا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ الْقُرَشِيِّ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أُعْطِيتُ
فَوَاتِحَ الْكَلِمِ وَخَوَاتِمَهُ وَجَوَامِعَهُ " فَقُلْنَا : يَا
رَسُولَ اللَّهِ ، عَلِّمْنَ
ا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ : فَعَلَّمَنَا التَّشَهُّدَ
. e]ص: 55 ] ‌ وَفِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ ، عَنِ الْبِتْعِ
وَالْمِزْرِ ، قَالَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَدْ أُع
ْطِيَ جَوَامِعَ الْكَلِمِ بِخَوَاتِمِهِ ، فَقَالَ : أَنْهَى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ أَسْكَرَ عَنِ الصَّلَاةِ
. وَرَوَى
هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ فِي كِتَابِ " الْمَبْعَثِ " بِإِسْنَادِهِ ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْحَبَشِيِّ ، قَالَ : حُدِّثْتُ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ : "
فُضِّلْتُ عَلَى مَنْ قَبْلِي بِسِتٍّ وَلَا فَخْرَ " فَذَكَرَ مِنْهَا :
قَالَ : " وَأُعْ
طِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ ، وَكَانَ أَهْلُ
الْكِتَابِ يَجْعَلُونَهَا جُزْءًا بِاللَّيْلِ إِلَى الصَّبَاحِ ،
فَجَمَعَهَا لِي رَبِّي فِي آيَةٍ وَاحِدَةٍ
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( الْحَدِيدِ : 1 )
. فَجَوَامِعُ
الْكَلِمِ الَّتِي خُصَّ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ نَوْعَانِ : أَحَدُهُمَا : مَا هُوَ فِي الْقُرْآنِ ،
كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :
إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ
( النَّحْلِ : 90 ) قَالَ الْحَسَنُ : لَمْ تَتْرُكْ هَذِهِ الْآيَةُ خَيْرًا إِلَّا أَمَرَتْ بِهِ ، وَلَا شَرًّا إِلَّا نَهَتْ عَنْهُ . وَالثَّانِي
: مَا هُوَ فِي كَلَامِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ
مُنْتَشِرٌ مَوْجُودٌ فِي السُّنَنِ الْمَأْثُورَةِ عَنْهُ
e]ص: 56 ] صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَدْ جَمَعَ الْعُلَمَاءُ جُمُوعًا مِنْ
كَلِمَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَامِعَةِ ، فَصَنَّفَ
الْحَافِظُ أَبُو بَكْرِ بْنُ السُّنِّيِّ كِتَابًا سَمَّاهُ : " الْإِيجَازَ وَجَوَامِعَ الْكَلِمِ مِنَ السُّنَنِ الْمَأْثُورَةِ " وَجَمَعَ الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقُضَاعِيُّ مِنْ
جَوَامِعِ الْكَلِمِ الْوَجِيزَةِ كِتَابًا سَمَّاهُ : " الشِّهَابَ فِي
الْحِكَمِ وَالْآدَابِ " ، وَصَنَّفَ عَلَى مِنْوَالِهِ قَوْمٌ آخَرُونَ ،
فَزَادُوا عَلَى
مَا ذَكَرَهُ زِيَادَةً كَثِيرَةً . وَأَشَارَ الْخَطَّابِيُّ فِي أَوَّلِ كِتَابِهِ " غَرِيبِ الْحَدِيثِ " إِلَى يَسِيرٍ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْجَامِعَةِ . وَأَمْلَى الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرِو بْنُ الصَّلَاحِ مَجْلِسًا
سَمَّاهُ " الْأَحَادِيثَ الْكُلِّيَّةَ " جَمَعَ فِيهِ الْأَحَادِيثَ
الْجَوَامِعَ الَّتِي يُقَالُ : إِنَّ مَدَارَ الدِّينِ عَلَيْهَا ، وَمَا
كَانَ فِي مَ
عْنَاهَا مِنَ الْكَلِمَاتِ الْجَامِعَةِ الْوَجِيزَةِ ،
فَاشْتَمَلَ مَجْلِسُهُ هَذَا عَلَى سِتَّةٍ وَعِشْرِينَ حَدِيثًا . ثُمَّ
إِنَّ الْفَقِيهَ الْإِمَامَ الزَّ
اهِدَ الْقُدْوَةَ أَبَا زَكَرِيَّا يَحْيَى النَّوَوِيَّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَخَذَ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ الَّتِي أَمْلَاهَا
ابْنُ الصَّلَاحِ ،
وَزَادَ عَلَيْهَا تَمَامَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ حَدِيثًا ، وَسَمَّى
كِتَابَهُ " بِالْأَرْبَعِينَ " ، وَاشْتَهَرَتْ هَذِهِ الْأَرْبَعُونَ
الَّتِي جَمَعَهَا ،
وَكَثُرَ حِفْظُهَا ، وَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا
بِبَرَكَةِ نِيَّةِ جَامِعِهَا ، وَحُسْنِ قَصْدِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ .
وَقَدْ تَكَرَّرَ سُؤَالُ جَمَاعَةٍ مِنْ طَلَبَةِ
الْعِلْمِ
وَالدِّينِ لِتَعْلِيقِ شَرْحٍ لِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ الْمُشَارِ
إِلَيْهَا ، فَاسْتَخَرْتُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي جَمْعِ
كِتَابٍ يَتَضَمّ
َنُ شَرْحَ مَا يُيَسِّرُهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ
مَعَانِيهَا ، وَتَقْيِيدِ مَا يَفْتَحُ بِهِ سُبْحَانَهُ مِنْ تَبْيِينِ
قَوَاعِدِهَا وَمَبَانِيهَا ، وَإِيَّاهُ
أَسْأَلُ الْعَوْنَ عَلَى
مَا قَصَدْتُ ، وَالتَّوْفِيقَ لِصَلَاحِ النِّيَّةِ وَالْقَصْدِ فِيمَا
أَرَدْتُ ، وَأُعَوِّلُ فِي أَمْرِي كُلِّهِ عَلَيْهِ ، وَأَبْرَأُ
مِنَ
الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ إِلَّا إِلَيْهِ . وَقَدْ كَانَ بَعْضُ مَنْ
شَرَحَ هَذِهِ الْأَرْبَعِينَ قَدْ تَعَقَّبَ عَلَى جَامِعِهَا رَحِمَهُ
اللَّهُ تَرْكَهُ
e]ص: 57 ] لِحَدِيثِ : أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا ، فَمَا أَبْقَتِ الْفَرَائِضُ ، فَلِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ قَالَ
: لِأَنَّهُ الْجَامِعُ لِقَوَاعِدِ الْفَرَائِضِ الَّتِي هِيَ نِصْفُ
الْعِلْمِ ، فَكَانَ يَنْبَغِي ذِكْرُهُ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ
الْجَامِعَةِ ، كَمَا ذَ
كَرَ حَدِيثَ الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي ، وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ لِجَمْعِهِ
لِأَحْكَامِ الْقَضَاءِ . فَرَأَيْتُ أَنَا أَنْ أَضُمَّ هَذَا الْحَدِيثَ
إِلَى أَحَادِيثِ الْأَرْبَعِينَ الَّتِي جَمَعَهَا الشَّيْخُ رَحِمَهُ
اللَّهُ
، وَأَنْ أَضُمَّ إِلَى ذَلِكَ كُلِّهِ أَحَادِيثَ أُخَرَ
مِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ الْجَامِعَةِ لِأَنْوَاعِ الْعُلُومِ وَالْحِكَمِ
، حَتَّى تَكْمُلَ عِدَّةُ الْأ
َحَادِيثِ كُلِّهَا خَمْسِينَ
حَدِيثًا ، وَهَذِهِ تَسْمِيَةُ الْأَحَادِيثِ الْمَزِيدَةِ عَلَى مَا
ذَكَرَهُ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ : حَدِيثُ :
أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا حَدِيثُ : يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ حَدِيثُ : إِنَّ اللَّهَ إِذَا حَرَّمَ شَيْئًا حَرَّمَ ثَمَنَهُ حَدِيثُ : كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ حَدِيثُ : مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ حَدِيثُ : أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا حَدِيثُ : لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ حَدِيثُ : لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . وَسَمَّيْتُهُ : e]ص: 58 ] جَامِعَ
الْعُلُومِ وَالْحِكَمِ فِي شَرْحِ خَمْسِينَ حَدِيثًا مِنْ جَوَامِعِ
الْكَلِمِ . وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ غَرَضِي إِلَّا شَرْحُ الْأَلْفَاظِ
النَّبَوِيَّ
ةِ الَّتِي تَضَمَّنَتْهَا هَذِهِ الْأَحَادِيثُ
الْكُلِّيَّةُ ، فَلِذَلِكَ لَا أَتَقَيَّدُ بِكَلَامِ الشَّيْخِ رَحِمَهُ
اللَّهُ فِي تَرَاجُمِ رُوَاةِ هَذِهِ الْ
أَحَادِيثِ مِنَ
الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، وَلَا بِأَلْفَاظِهِ فِي الْعَزْوِ
إِلَى الْكُتُبِ الَّتِي يَعْزُو إِلَيْهَا ، وَإِنَّمَا آتِي بِالْمَعْنَ
ى
الَّذِي يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ ؛ لِأَنِّي قَدْ أَعْلَمْتُكَ أَنَّهُ
لَيْسَ لِي غَرَضٌ إِلَّا فِي شَرْحِ مَعَانِي كَلِمَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَس
َلَّمَ الْجَوَامِعِ ، وَمَا يَتَضَمَّنُهُ
مِنَ الْآدَابِ وَالْحِكَمِ وَالْمَعَارِفِ وَالْأَحْكَامِ وَالشَّرَائِعِ .
وَأُشِيرُ إِشَارَةً لَطِيفَةً قَبْلَ الْكَل
َامِ فِي شَرْحِ
الْحَدِيثِ إِلَى إِسْنَادِهِ ؛ لِيُعْلَمَ بِذَلِكَ صِحَّتُهُ وَقُوَّتُهُ
وَضَعْفُهُ ، وَأَذْكُرُ بَعْضَ مَا رُوِيَ فِي مَعْنَاهُ مِنَ الْأَحَادِ
يثِ
إِنْ كَانَ فِي ذَلِكَ الْبَابِ شَيْءٌ غَيْرُ الْحَدِيثِ الَّذِي
ذَكَرَهُ الشَّيْخُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْبَابِ غَيْرُهُ ، أَوْ
لَمْ يَكُنْ يَصِحُّ فِيهِ
غَيْرُهُ ، نَبَّهْتُ عَلَى ذَلِكَ
كُلِّهِ ، وَبِاللَّهِ الْمُسْتَعَانُ ، وَعَلَيْهِ التُّكْلَانُ ، وَلَا
حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ .

مسألة: الجزء الأولالتحليل الموضوعيe]ص: 53 ] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أكمل لنا الدين ، وأتم علينا النعمة ، وجعل أمتنا - ولله الحمد - خير أمة ، وبعث فينا رسولا منا يتلو علينا آياته ، ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة . أحمده على نعمه الجمة ، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له ، شهادة تكون لمن اعتصم بها خير عصمة ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله للعالمين رحمة ، وفرض عليه بيان ما أنزل إلينا ، فأوضح لنا كل الأمور المهمة ، وخصه بجوامع الكلم ، فربما جمع أشتات الحكم والعلوم في كلمة ، أو شطر كلمة ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ، صلاة تكون لنا نورا من كل ظلمة ، وسلم تسليما كثيرا . أما بعد : فإن الله سبحانه وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بجوامع الكلم ، وخصه ببدائع الحكم . كما في " الصحيحين " ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بعثت بجوامع الكلم قال الزهري : جوامع الكلم - فيما بلغنا - أن الله يجمع له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد والأمرين ، ونحو ذلك . e]ص: 54 ] خرج الإمام أحمد رحمه الله من حديث عمرو بن العاص ، قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما كالمودع ، فقال : " أنا محمد النبي الأمي " . قال ذلك ثلاث مرات . " ولا نبي بعدي ، أوتيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه " ، وذكر الحديث . وخرج أبو يعلى الموصلي من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إنى أوتيت جوامع الكلم وخواتمه ، واختصر لي اختصارا " . وخرج الدارقطني من حديث ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أعطيت جوامع الكلم ، واختصر لي الحديث اختصارا . وروينا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق القرشي ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعطيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه " فقلنا : يا رسول الله ، علمنا مما علمك الله عز وجل ، قال : فعلمنا التشهد . e]ص: 55 ] ‌ وفي " صحيح مسلم " ، عن سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبيه ، عن جده ، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل ، عن البتع والمزر ، قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطي جوامع الكلم بخواتمه ، فقال : أنهى عن كل مسكر أسكر عن الصلاة . وروى هشام بن عمار في كتاب " المبعث " بإسناده ، عن أبي سلام الحبشي ، قال : حدثت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " فضلت على من قبلي بست ولا فخر " فذكر منها : قال : " وأعطيت جوامع الكلم ، وكان أهل الكتاب يجعلونها جزءا بالليل إلى الصباح ، فجمعها لي ربي في آية واحدة سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ( الحديد : 1 ) . فجوامع الكلم التي خص بها النبي صلى الله عليه وسلم نوعان : أحدهما : ما هو في القرآن ، كقوله عز وجل : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ( النحل : 90 ) قال الحسن : لم تترك هذه الآية خيرا إلا أمرت به ، ولا شرا إلا نهت عنه . والثاني : ما هو في كلامه صلى الله عليه وسلم ، وهو منتشر موجود في السنن المأثورة عنه e]ص: 56 ] صلى الله عليه وسلم . وقد جمع العلماء جموعا من كلماته صلى الله عليه وسلم الجامعة ، فصنف الحافظ أبو بكر بن السني كتابا سماه : " الإيجاز وجوامع الكلم من السنن المأثورة " وجمع القاضي أبو عبد الله القضاعي من جوامع الكلم الوجيزة كتابا سماه : " الشهاب في الحكم والآداب " ، وصنف على منواله قوم آخرون ، فزادوا على ما ذكره زيادة كثيرة . وأشار الخطابي في أول كتابه " غريب الحديث " إلى يسير من الأحاديث الجامعة . وأملى الإمام الحافظ أبو عمرو بن الصلاح مجلسا سماه " الأحاديث الكلية " جمع فيه الأحاديث الجوامع التي يقال : إن مدار الدين عليها ، وما كان في معناها من الكلمات الجامعة الوجيزة ، فاشتمل مجلسه هذا على ستة وعشرين حديثا . ثم إن الفقيه الإمام الزاهد القدوة أبا زكريا يحيى النووي رحمة الله عليه أخذ هذه الأحاديث التي أملاها ابن الصلاح ، وزاد عليها تمام اثنين وأربعين حديثا ، وسمى كتابه " بالأربعين " ، واشتهرت هذه الأربعون التي جمعها ، وكثر حفظها ، ونفع الله بها ببركة نية جامعها ، وحسن قصده رحمه الله . وقد تكرر سؤال جماعة من طلبة العلم والدين لتعليق شرح لهذه الأحاديث المشار إليها ، فاستخرت الله سبحانه وتعالى في جمع كتاب يتضمن شرح ما ييسره الله تعالى من معانيها ، وتقييد ما يفتح به سبحانه من تبيين قواعدها ومبانيها ، وإياه أسأل العون على ما قصدت ، والتوفيق لصلاح النية والقصد فيما أردت ، وأعول في أمري كله عليه ، وأبرأ من الحول والقوة إلا إليه . وقد كان بعض من شرح هذه الأربعين قد تعقب على جامعها رحمه الله تركه e]ص: 57 ] لحديث : ألحقوا الفرائض بأهلها ، فما أبقت الفرائض ، فلأولى رجل ذكر قال : لأنه الجامع لقواعد الفرائض التي هي نصف العلم ، فكان ينبغي ذكره في هذه الأحاديث الجامعة ، كما ذكر حديث البينة على المدعي ، واليمين على من أنكر لجمعه لأحكام القضاء . فرأيت أنا أن أضم هذا الحديث إلى أحاديث الأربعين التي جمعها الشيخ رحمه الله ، وأن أضم إلى ذلك كله أحاديث أخر من جوامع الكلم الجامعة لأنواع العلوم والحكم ، حتى تكمل عدة الأحاديث كلها خمسين حديثا ، وهذه تسمية الأحاديث المزيدة على ما ذكره الشيخ رحمه الله في كتابه : حديث : ألحقوا الفرائض بأهلها حديث : يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب حديث : إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه حديث : كل مسكر حرام حديث : ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن حديث : أربع من كن فيه كان منافقا حديث : لو أنكم توكلون على الله حق توكله ، لرزقكم كما يرزق الطير حديث : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل . وسميته : e]ص: 58 ] جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم . واعلم أنه ليس غرضي إلا شرح الألفاظ النبوية التي تضمنتها هذه الأحاديث الكلية ، فلذلك لا أتقيد بكلام الشيخ رحمه الله في تراجم رواة هذه الأحاديث من الصحابة رضي الله عنهم ، ولا بألفاظه في العزو إلى الكتب التي يعزو إليها ، وإنما آتي بالمعنى الذي يدل على ذلك ؛ لأني قد أعلمتك أنه ليس لي غرض إلا في شرح معاني كلمات النبي صلى الله عليه وسلم الجوامع ، وما يتضمنه من الآداب والحكم والمعارف والأحكام والشرائع . وأشير إشارة لطيفة قبل الكلام في شرح الحديث إلى إسناده ؛ ليعلم بذلك صحته وقوته وضعفه ، وأذكر بعض ما روي في معناه من الأحاديث إن كان في ذلك الباب شيء غير الحديث الذي ذكره الشيخ ، وإن لم يكن في الباب غيره ، أو لم يكن يصح فيه غيره ، نبهت على ذلك كله ، وبالله المستعان ، وعليه التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نجمه بالسما
-.-
-.-
نجمه بالسما


الاوسمة : محمد النبي الأمي H%20(9)
الهواية : محمد النبي الأمي Painti10
المزاج : محمد النبي الأمي 210
المهنة : محمد النبي الأمي Unknow10
علم البلد : محمد النبي الأمي Egypt110
انثى عدد المساهمات : 2449
تاريخ التسجيل : 17/02/2011
العمل/الترفيه : sport
لاتحزن : متقلب

محمد النبي الأمي Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد النبي الأمي   محمد النبي الأمي I_icon_minitime2011-06-21, 17:06

الكتب » جامع العلوم والحكم



مقدمة المؤلفالحديث الأول إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوىالحديث الثاني بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعرالحديث الثالث بني الإسلام على خمسالحديث الرابع إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفةالحديث الخامس من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردالحديث السادس إن الحلال بين وإن الحرام بينالحديث السابع الدين النصيحةالحديث الثامن أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللهالحديث التاسع ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتمالحديث العاشر إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباالحديث الحادي عشر دع ما يريبك إلى ما لا يريبكالحديث الثاني عشر من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيهالحديث الثالث عشر لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسهالحديث الرابع عشر لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاثالحديث الخامس عشر من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمتالحديث السادس عشر أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال لا تغضبالحديث السابع عشر إن الله كتب الإحسان على كل شيءالحديث الثامن عشر اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحهاالحديث التاسع عشر احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل اللهالحديث العشرون إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئتالحديث الحادي والعشرون قل آمنت بالله ثم استقمالحديث الثاني والعشرون أرأيت إذا صليت المكتوبات وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرمت الحرامالحديث الثالث والعشرون الطهور شطر الإيمانالحديث الرابع والعشرون قال الله تعالى يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالمواالحديث الخامس والعشرون إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقةالحديث السادس والعشرون كل سلامى من الناس عليه صدقةالحديث السابع والعشرون البر حسن الخلقالحديث الثامن والعشرون أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبدالحديث التاسع والعشرون يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النارالحديث الثلاثون إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوهاالحديث الحادي والثلاثون ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناسالحديث الثاني والثلاثون لا ضرر ولا ضرارالحديث الثالث والثلاثون لو يعطى الناس بدعواهم ، لادعى رجال أموال قوم ودماءهمالحديث الرابع والثلاثون من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانهالحديث الخامس والثلاثون لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعضالحديث السادس والثلاثون من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنياالحديث السابع والثلاثون إن الله كتب الحسنات والسيئاتالحديث الثامن والثلاثون قال الله تعالى من عادى لي وليا فقد آذنته بالحربالحديث التاسع والثلاثون إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليهالحديث الأربعون كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيلالحديث الحادي والأربعون لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت بهالحديث الثاني والأربعون قال الله تعالى يابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أباليالحديث الثالث والأربعون ألحقوا الفرائض بأهلهاالحديث الرابع والأربعون الرضاعة تحرم ما تحرم الولادةالحديث الخامس والأربعون إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنامالحديث السادس والأربعون كل مسكر حرامالحديث السابع والأربعون ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنالحديث الثامن والأربعون أربع من كن فيه كان منافقاالحديث التاسع والأربعون لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطيرالحديث الخمسون لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نجمه بالسما
-.-
-.-
نجمه بالسما


الاوسمة : محمد النبي الأمي H%20(9)
الهواية : محمد النبي الأمي Painti10
المزاج : محمد النبي الأمي 210
المهنة : محمد النبي الأمي Unknow10
علم البلد : محمد النبي الأمي Egypt110
انثى عدد المساهمات : 2449
تاريخ التسجيل : 17/02/2011
العمل/الترفيه : sport
لاتحزن : متقلب

محمد النبي الأمي Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد النبي الأمي   محمد النبي الأمي I_icon_minitime2011-06-21, 17:13

بسم الله الرحمن الرحيم الحديث الأول عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه . رواه البخاري ومسلم .
مسألة: الجزء الأولالتحليل الموضوعيe]ص: 59 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى
، فَمَنْ كَا
نَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ،
فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ
لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا ،
فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ
. رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ .
مسألة: الجزء الأولالتحليل الموضوعيe]ص: 59 ] بسم الله الرحمن الرحيم الحديث الأول عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه . رواه البخاري ومسلم .
الحاشية رقم: 1هذا الحديث تفرد بروايته يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن علقمة بن أبي وقاص الليثي ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، e]ص: 60 ] وليس له طريق تصح غير هذا الطريق ، كذا قال علي بن المديني وغيره . وقال الخطابي : لا أعلم خلافا بين أهل الحديث في ذلك ، مع أنه قد روي من حديث أبي سعيد وغيره ، وقد قيل إنه قد روي من طرق كثيرة ، لكن لا يصح من ذلك شيء عند الحفاظ . ثم رواه عن الأنصاري الخلق الكثير والجم الغفير ، فقيل : رواه عنه أكثر من مائتي راو ، وقيل : رواه عنه سبعمائة راو ، ومن أعيانهم : مالك ، والثوري ، e]ص: 61 ] والأوزاعي ، وابن المبارك ، والليث بن سعد وحماد بن زيد ، وشعبة ، وابن عيينة ، وغيرهم . واتفق العلماء على صحته وتلقيه بالقبول ، وبه صدر البخاري كتابه " الصحيح " وأقامه مقام الخطبة له ، إشارة منه إلى أن كل عمل لا يراد به وجه الله ، فهو باطل لا ثمرة له في الدنيا ولا في الآخرة ، ولهذا قال عبد الرحمن بن مهدي : لو صنفت كتابا في الأبواب ، لجعلت حديث عمر بن الخطاب في الأعمال بالنيات في كل باب ، وعنه أنه قال : من أراد أن يصنف كتابا ، فليبدأ بحديث " الأعمال بالنيات " . وهذا الحديث أحد الأحاديث التي يدور الدين عليها ، فروي عن الشافعي أنه قال : هذا الحديث ثلث العلم ، ويدخل في سبعين بابا من الفقه . وعن الإمام أحمد قال : أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث : حديث عمر : إنما الأعمال بالنيات وحديث عائشة : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وحديث النعمان بن بشير : الحلال بين والحرام بين . وقال الحاكم : حدثونا عن عبد الله بن أحمد ، عن أبيه أنه ذكر قوله عليه الصلاة والسلام : الأعمال بالنيات وقوله : إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ، وقوله : من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد فقال : ينبغي أن يبدأ بهذه الأحاديث في كل تصنيف ، فإنها أصول الأحاديث e]ص: 62 ] وعن إسحاق بن راهويه قال : أربعة أحاديث هي من أصول الدين : حديث عمر : إنما الأعمال بالنيات ، وحديث : الحلال بين والحرام بين ، وحديث إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه ، وحديث : من صنع في أمرنا شيئا ليس منه فهو رد . وروى عثمان بن سعيد ، عن أبي عبيد ، قال : جمع النبي صلى الله عليه وسلم جميع أمر الآخرة في كلمة : من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ، وجمع أمر الدنيا كله في كلمة : إنما الأعمال بالنيات يدخلان في كل باب . وعن أبي داود ، قال نظرت في الحديث المسند ، فإذا هو أربعة آلاف حديث ، ثم نظرت ، فإذا مدار أربعة آلاف حديث على أربعة أحاديث : حديث النعمان بن بشير : الحلال بين والحرام بين ، وحديث عمر : إنما الأعمال بالنيات ، وحديث أبي هريرة : إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين الحديث ، وحديث : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه . قال : فكل حديث من هذه ربع العلم . وعن أبي داود أيضا ، قال كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث ، انتخبت منها ما تضمنه هذا الكتاب - يعني كتاب " السنن " - جمعت فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث ، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث : أحدها : قوله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات ، والثاني : قوله صلى الله عليه وسلم من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ، والثالث : قوله صلى الله عليه وسلم لا يكون المؤمن مؤمنا حتى لا e]ص: 63 ] يرضى لأخيه إلا ما يرضى لنفسه ، والرابع : قوله صلى الله عليه وسلم : الحلال بين والحرام بين . وفي رواية أخرى عنه أنه قال : الفقه يدور على خمسة أحاديث : الحلال بين والحرام بين ، وقوله صلى الله عليه وسلم : لا ضرر ولا ضرار ، وقوله الأعمال بالنيات ، وقوله الدين النصيحة ، وقوله : ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم . وفي رواية عنه ، قال : أصول السنن في كل فن أربعة أحاديث : حديث عمر الأعمال بالنيات ، وحديث : الحلال بين والحرام بين ، وحديث : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ، وحديث : ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس . وللحافظ أبي الحسن طاهر بن مفوز المعافري الأندلسي :
عمدة الدين عندنا كلمات أربع من كلام خير البريه اتق الشبهات وازهد ودع ما
ليس يعنيك واعملن بنيه
فقوله صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات ، وفي رواية : الأعمال بالنيات . وكلاهما يقتضي الحصر على الصحيح ، وليس غرضنا هاهنا توجيه ذلك ، ولا بسط القول فيه . وقد اختلف في تقدير قوله : الأعمال بالنيات ، فكثير من المتأخرين يزعم e]ص: 64 ] أن تقديره : الأعمال صحيحة أو معتبرة ومقبولة بالنيات ، وعلى هذا فالأعمال إنما أريد بها الأعمال الشرعية المفتقرة إلى النية ، فأما ما لا يفتقر إلى النية كالعادات من الأكل والشرب ، واللبس وغيرها ، أو مثل رد الأمانات والمضمونات ، كالودائع والغصوب ، فلا يحتاج شيء من ذلك إلى نية ، فيخص هذا كله من عموم الأعمال المذكورة هاهنا . وقال آخرون : بل الأعمال هاهنا على عمومها ، لا يخص منها شيء . وحكاه بعضهم عن الجمهور ، وكأنه يريد به جمهور المتقدمين ، وقد وقع ذلك في كلام ابن جرير الطبري ، وأبي طالب المكي وغيرهما من المتقدمين ، وهو ظاهر كلام الإمام أحمد . قال في رواية حنبل : أحب لكل من عمل عملا من صلاة ، أو صيام ، أو صدقة ، أو نوع من أنواع البر أن تكون النية متقدمة في ذلك قبل الفعل ، قال النبي صلى الله عليه وسلم الأعمال بالنيات ، فهذا يأتي على كل أمر من الأمور . وقال الفضل بن زياد : سألت أبا عبد الله - يعني أحمد - عن النية في العمل ، قلت كيف النية ؟ قال : يعالج نفسه ، إذا أراد عملا لا يريد به الناس . وقال أحمد بن داود الحربي : قال حدث يزيد بن هارون بحديث عمر : الأعمال بالنيات ، وأحمد جالس ، فقال أحمد ليزيد : يا أبا خالد ، هذا الخناق . وعلى هذا القول فقيل : تقدير الكلام : الأعمال واقعة أو حاصلة بالنيات ، فيكون إخبارا عن الأعمال الاختيارية أنها لا تقع إلا عن قصد من العامل هو سبب عملها ووجودها ، ويكون قوله بعد ذلك : وإنما لكل امرئ ما نوى إخبارا عن حكم الشرع ، وهو أن حظ العامل من عمله نيته ، فإن كانت صالحة ، فعمله صالح ، فله أجره ، وإن كانت فاسدة ، فعمله فاسد ، فعليه وزره . ويحتمل أن يكون التقدير في قوله : الأعمال بالنيات : الأعمال صالحة ، e]ص: 65 ] أو فاسدة ، أو مقبولة ، أو مردودة ، أو مثاب عليها ، أو غير مثاب عليها بالنيات ، فيكون خبرا عن حكم شرعي ، وهو أن صلاح الأعمال وفسادها بحسب صلاح النيات وفسادها ، كقوله : صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالخواتيم أي : إن صلاحها وفسادها وقبولها وعدمه بحسب الخاتمة . وقوله بعد ذلك : وإنما لكل امرئ ما نوى إخبار أنه لا يحصل له من عمله إلا ما نواه به ، فإن نوى خيرا حصل له خير ، وإن نوى به شرا حصل له شر ، وليس هذا تكريرا محضا للجملة الأولى ، فإن الجملة الأولى دلت على أن صلاح العمل وفساده بحسب النية المقتضية لإيجاده ، والجملة الثانية دلت على أن ثواب العامل على عمله بحسب نيته الصالحة ، وأن عقابه عليه بحسب نيته الفاسدة ، وقد تكون نيته مباحة ، فيكون العمل مباحا ، فلا يحصل له ثواب ولا عقاب ، فالعمل في نفسه صلاحه وفساده وإباحته بحسب النية الحاملة عليه ، المقتضية لوجوده ، وثواب العامل وعقابه وسلامته بحسب النية التي بها صار العمل صالحا ، أو فاسدا ، أو مباحا .
الحاشية رقم: 1هَذَا الْحَدِيثُ تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ اللِّيْثِيِّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، e]ص: 60 ] وَلَيْسَ لَهُ طَرِيقٌ تَصِحُّ غَيْرُ هَذَا الطَّرِيقِ ، كَذَا قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُ . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : لَا أَعْلَمُ خِلَافًا بَيْنَ أَهْلِ الْحَدِيثِ فِي ذَلِكَ ، مَعَ أَنَّهُ قَدْ رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ وَغَيْرِهِ
، وَقَدْ قِيلَ إِنَّهُ قَدْ رُوِيَ مِنْ طُرُقٍ كَثِيرَةٍ ، لَكِنْ لَا
يَصِحُّ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ عِنْدَ الْحُفَّاظِ . ثُمَّ رَوَاهُ عَنِ
الْأَنْصَارِيِّ الْخَلْقُ
الْكَثِيرُ وَالْجَمُّ الْغَفِيرُ ، فَقِيلَ : رَوَاهُ عَنْهُ أَكْثَرُ
مِنْ مِائَتَيْ رَاوٍ ، وَقِيلَ : رَوَاهُ عَنْهُ سَبْعُمِائَةِ رَاوٍ ،
وَمِنْ أَعْيَ
انِهِمْ : مَالِكٌ ،
وَالثَّوْرِيُّ ، e]ص: 61 ] وَالْأَوْزَاعِيُّ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، وَشُعْبَةُ ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ ، وَغَيْرُهُمْ . وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى صِحَّتِهِ وَتَلَقِّيهِ بِالْقَبُولِ ، وَبِهِ صَدَّرَ الْبُخَارِيُّ كِتَابَهُ
" الصَّحِيحَ " وَأَقَامَهُ مَقَامَ الْخُطْبَةِ لَهُ ، إِشَارَةً مِنْهُ
إِلَى أَنَّ كُلَّ عَمَلٍ لَا يُرَادُ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ ، فَهُوَ
بَاطِلٌ لَا ثَمَ
رَةَ لَهُ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ ، وَلِهَذَا قَالَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ : لَوْ صَنَّفْتُ كِتَابًا فِي الْأَبْوَابِ ، لَجَعَلْتُ حَدِيثَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي
الْأَعْمَالِ بِالنِّيَّاتِ فِي كُلِّ بَابٍ ، وَعَنْهُ أَنَّهُ قَالَ :
مَنْ أَرَادَ أَنْ يُصَنِّفَ كِتَابًا ، فَلْيَبْدَأْ بِحَدِيثِ "
الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ " . وَهَذَا الْحَدِيثُ أَحَدُ الْأَحَادِيثِ الَّتِي يَدُورُ الدِّينُ عَلَيْهَا ، فَرُوِيَ عَنِ
الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ قَالَ : هَذَا الْحَدِيثُ ثُلُثُ الْعِلْمِ ، وَيَدْخُلُ فِي سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الْفِقْهِ . وَعَنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ قَالَ : أُصُولُ الْإِسْلَامِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحَادِيثَ : حَدِيثُ عُمَرَ : إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَحَدِيثُ عَائِشَةَ : مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ وَحَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ : الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ . وَقَالَ الْحَاكِمُ : حَدَّثُونَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ ذَكَرَ قَوْلَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَقَوْلَهُ : إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، وَقَوْلَهُ : مَنْ أَحْدَثِ فِي دِينِنَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ فَقَالَ : يَنْبَغِي أَنْ يُبْدَأَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ فِي كُلِّ تَصْنِيفٍ ، فَإِنَّهَا أُصُولُ الْأَحَادِيثِ e]ص: 62 ] وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ : أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ هِيَ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ : حَدِيثُ عُمَرَ : إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَحَدِيثُ : الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَحَدِيثُ إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ، وَحَدِيثُ : مَنْ صَنَعَ فِي أَمْرِنَا شَيْئًا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ . وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ ، قَالَ : جَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيعَ أَمْرِ الْآخِرَةِ فِي كَلِمَةٍ : مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ ، وَجَمَعَ أَمْرَ الدُّنْيَا كُلَّهُ فِي كَلِمَةٍ : إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ يَدْخُلَانِ فِي كُلِّ بَابٍ . وَعَنْ أَبِي دَاوُدَ ،
قَالَ نَظَرْتُ فِي الْحَدِيثِ الْمُسْنَدِ ، فَإِذَا هُوَ أَرْبَعَةُ
آلَافِ حَدِيثٍ ، ثُمَّ نَظَرْتُ ، فَإِذَا مَدَارُ أَرْبَعَةِ آلَافِ
حَدِيثٍ عَلَى أَرْبَعَة
ِ أَحَادِيثَ : حَدِيثُ
النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ : الْحَلَّالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَحَدِيثُ عُمَرَ : إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ : إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا ، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ الْحَدِيثَ ، وَحَدِيثُ : مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ . قَالَ : فَكُلُّ حَدِيثٍ مِنْ هَذِهِ رُبُعُ الْعِلْمِ . وَعَنْ أَبِي دَاوُدَ أَيْضًا
، قَالَ كَتَبْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
خَمْسَمِائَةِ أَلْفِ حَدِيثٍ ، انْتَخَبْتُ مِنْهَا مَا تَضَمَّنَهُ
هَذَا الْكِتَ
ابُ - يَعْنِي كِتَابَ " السُّنَنِ " - جَمَعْتُ فِيهِ
أَرْبَعَةَ آلَافٍ وَثَمَانِمِائَةِ حَدِيثٍ ، وَيَكْفِي الْإِنْسَانَ
لِدِينِهِ مِنْ ذَلِكَ أَرْبَعَةُ أَحَادِيث
َ : أَحَدُهَا : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَالثَّانِي : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ، وَالثَّالِثُ : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِنًا حَتَّى لَا e]ص: 63 ] يَرْضَى لِأَخِيهِ إِلَّا مَا يَرْضَى لِنَفْسِهِ ، وَالرَّابِعُ : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ . وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : الْفِقْهُ يَدُورُ عَلَى خَمْسَةِ أَحَادِيثَ : الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ ، وَقَوْلِهِ الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَقَوْلِهِ الدِّينُ النَّصِيحَةُ ، وَقَوْلِهِ : مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ . وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ ، قَالَ : أُصُولُ السُّنَنِ فِي كُلِّ فَنٍّ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ : حَدِيثُ عُمَرَ الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَحَدِيثُ : الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَحَدِيثُ : مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ، وَحَدِيثُ : ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ .
وَلِلْحَافِظِ أَبِي الْحَسَنِ طَاهِرِ بْنِ مُفَوِّزٍ الْمُعَافِرِيِّ الْأَنْدَلُسِيِّ :
عُمْدَةُ الدِّينِ عِنْدَنَا كَلِمَاتٌ أَرْبَعٌ مِنْ كَلَامِ خَيْرِ الْبَرِيَّهْ اتَّقِ الشُّبُهَاتِ وَازْهَدْ وَدَعْ مَا
لَيْسَ يَعْنِيكَ وَاعْمَلَنَّ بِنِيَّهْ
فَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَفِي رِوَايَةٍ : الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ . وَكِلَاهُمَا
يَقْتَضِي الْحَصْرَ عَلَى الصَّحِيحِ ، وَلَيْسَ غَرَضُنَا هَاهُنَا
تَوْجِيهَ ذَلِكَ ، وَلَا بَسْطَ الْقَوْلِ فِيهِ . وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي
تَقْدِيرِ قَوْلِهِ : الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، فَكَثِيرٌ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ يَزْعُمُ e]ص: 64 ] أَنَّ
تَقْدِيرَهُ : الْأَعْمَالُ صَحِيحَةٌ أَوْ مُعْتَبَرَةٌ وَمَقْبُولَةٌ
بِالنِّيَّاتِ ، وَعَلَى هَذَا فَالْأَعْمَالُ إِنَّمَا أُرِيدَ بِهَا
الْأَعْمَالُ الش
َّرْعِيَّةُ الْمُفْتَقِرَةُ إِلَى النِّيَّةِ ،
فَأَمَّا مَا لَا يَفْتَقِرُ إِلَى النِّيَّةِ كَالْعَادَاتِ مِنَ
الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ ، وَاللُّبْسِ وَغَيْرِهَا
، أَوْ مِثْلِ
رَدِّ الْأَمَانَاتِ وَالْمَضْمُونَاتِ ، كَالْوَدَائِعِ وَالْغُصُوبِ ،
فَلَا يَحْتَاجُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ إِلَى نِيَّةٍ ، فَيُخَصُّ هَذَا
كُلُّهُ مِ
نْ عُمُومِ الْأَعْمَالِ الْمَذْكُورَةِ هَاهُنَا .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلِ الْأَعْمَالُ هَاهُنَا عَلَى عُمُومِهَا ، لَا
يُخَصُّ مِنْهَا شَيْءٌ . وَحَكَاهُ بَعْضُهُ
مْ عَنِ الْجُمْهُورِ ، وَكَأَنَّهُ يُرِيدُ بِهِ جُمْهُورَ الْمُتَقَدِّمِينَ ، وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ فِي كَلَامِ
ابْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ ، وَأَبِي طَالِبٍ الْمَكِّيِّ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ ، وَهُوَ ظَاهِرُ كَلَامِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ . قَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ : أُحِبُّ
لِكُلِّ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا مِنْ صَلَاةٍ ، أَوْ صِيَامٍ ، أَوْ صَدَقَةٍ
، أَوْ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ الْبِرِّ أَنْ تَكُونَ النِّيَّةُ
مُتَقَدِّمَةً فِي ذَ
لِكَ قَبْلَ الْفِعْلِ ، قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، فَهَذَا
يَأْتِي عَلَى كُلِّ أَمْرٍ مِنَ الْأُمُورِ . وَقَ
الَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ : سَأَلْتُ
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ - يَعْنِي أَحْمَدَ - عَنِ
النِّيَّةِ فِي الْعَمَلِ ، قُلْتُ كَيْفَ النِّيَّةُ ؟ قَالَ : يُعَالِجُ
نَفْسَهُ ، إِذَا أَرَادَ عَمَلًا لَا يُرِيدُ بِهِ النَّاسَ . وَقَالَ
أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْحَرْبِيُّ : قَالَ حَدَّثَ
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ بِحَدِيثِ عُمَرَ : الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَأَحْمَدُ جَالِسٌ ، فَقَالَ أَحْمَدُ لِيَزِيدَ : يَا أَبَا خَالِدٍ ،
هَذَا الْخِنَاقُ . وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ فَقِيلَ : تَقْدِيرُ
الْكَلَامِ : الْأَعْمَالُ وَاقِعَةٌ أَوْ حَاصِلَةٌ بِالنِّيَّاتِ ،
فَيَكُونُ إِخْبَارًا عَنِ الْأ
َعْمَالِ الِاخْتِيَارِيَّةِ
أَنَّهَا لَا تَقَعُ إِلَّا عَنْ قَصْدٍ مِنَ الْعَامِلِ هُوَ سَبَبُ
عَمَلِهَا وَوُجُودِهَا ، وَيَكُونُ قَوْلُهُ بَعْدَ ذَلِكَ :
وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى إِخْبَارًا
عَنْ حُكْمِ الشَّرْعِ ، وَهُوَ أَنَّ حَظَّ الْعَامِلِ مِنْ عَمَلِهِ
نِيَّتُهُ ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً ، فَعَمَلُهُ صَالِحٌ ، فَلَهُ
أَجْرُهُ ، وَإِن
ْ كَانَتْ فَاسِدَةً ، فَعَمَلُهُ فَاسِدٌ ،
فَعَلَيْهِ وِزْرُهُ . وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ فِي
قَوْلِهِ : الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ : الْأَعْمَالُ ص
َالِحَةٌ ، e]ص: 65 ] أَوْ
فَاسِدَةٌ ، أَوْ مَقْبُولَةٌ ، أَوْ مَرْدُودَةٌ ، أَوْ مُثَابٌ
عَلَيْهَا ، أَوْ غَيْرُ مُثَابٍ عَلَيْهَا بِالنِّيَّاتِ ، فَيَكُونُ
خَبَرًا عَنْ حُكْمٍ شَرْعِ
يٍّ ، وَهُوَ أَنَّ صَلَاحَ الْأَعْمَالِ
وَفَسَادَهَا بِحَسَبِ صَلَاحِ النِّيَّاتِ وَفَسَادِهَا ، كَقَوْلِهِ :
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ أَيْ : إِنَّ صَلَاحَهَا وَفَسَادَهَا وَقَبُولَهَا وَعَدَمَهُ بِحَسَبِ الْخَاتِمَةِ . وَقَوْلُهُ بَعْدَ ذَلِكَ : وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى إِخْبَارٌ
أَنَّهُ لَا يَحْصُلُ لَهُ مِنْ عَمَلِهِ إِلَّا مَا نَوَاهُ بِهِ ،
فَإِنْ نَوَى خَيْرًا حَصَلَ لَهُ خَيْرٌ ، وَإِنْ نَوَى بِهِ شَرًّا
حَصَلَ لَهُ شَرٌّ ، و
َلَيْسَ هَذَا تَكْرِيرًا مَحْضًا لِلْجُمْلَةِ الْأُولَى ، فَإِنَّ الْجُمْلَةَ الْأُولَى دَلَّتْ عَلَى أَنَّ صَلَاحَ الْعَمَلِ وَفَسَادَهُ بِحَسَبِ النِّيَّةِ الْمُقْتَضِيَةِ لِإِيجَادِهِ ، وَالْجُمْلَةُ الثَّانِيَةُ دَلَّتْ عَلَى أَنَّ ثَوَابَ الْعَامِلِ عَلَى عَمَلِهِ بِحَسَبِ نِيَّتِهِ الصَّالِحَةِ ،
وَأَنَّ عِقَابَهُ عَلَيْهِ بِحَسَبِ نِيَّتِهِ الْفَاسِدَةِ ، وَقَدْ
تَكُونُ نِيَّتُهُ مُبَاحَةً ، فَيَكُونُ الْعَمَلُ مُبَاحًا ، فَلَا
يَحْصُلُ لَهُ ثَوَابٌ وَ
لَا عِقَابٌ ، فَالْعَمَلُ فِي نَفْسِهِ
صَلَاحُهُ وَفَسَادُهُ وَإِبَاحَتُهُ بِحَسَبِ النِّيَّةِ الْحَامِلَةِ
عَلَيْهِ ، الْمُقْتَضِيَةِ لِوُجُودِهِ ، وَثَوَابُ
الْعَامِلِ
وَعِقَابُهُ وَسَلَامَتُهُ بِحَسَبِ النِّيَّةِ الَّتِي بِهَا صَارَ
الْعَمَلُ صَالِحًا ، أَوْ فَاسِدًا ، أَوْ مُبَاحًا .

الحاشية رقم: 1هذا الحديث تفرد بروايته يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن علقمة بن أبي وقاص الليثي ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، e]ص: 60 ] وليس له طريق تصح غير هذا الطريق ، كذا قال علي بن المديني وغيره . وقال الخطابي : لا أعلم خلافا بين أهل الحديث في ذلك ، مع أنه قد روي من حديث أبي سعيد وغيره ، وقد قيل إنه قد روي من طرق كثيرة ، لكن لا يصح من ذلك شيء عند الحفاظ . ثم رواه عن الأنصاري الخلق الكثير والجم الغفير ، فقيل : رواه عنه أكثر من مائتي راو ، وقيل : رواه عنه سبعمائة راو ، ومن أعيانهم : مالك ، والثوري ، e]ص: 61 ] والأوزاعي ، وابن المبارك ، والليث بن سعد وحماد بن زيد ، وشعبة ، وابن عيينة ، وغيرهم . واتفق العلماء على صحته وتلقيه بالقبول ، وبه صدر البخاري كتابه " الصحيح " وأقامه مقام الخطبة له ، إشارة منه إلى أن كل عمل لا يراد به وجه الله ، فهو باطل لا ثمرة له في الدنيا ولا في الآخرة ، ولهذا قال عبد الرحمن بن مهدي : لو صنفت كتابا في الأبواب ، لجعلت حديث عمر بن الخطاب في الأعمال بالنيات في كل باب ، وعنه أنه قال : من أراد أن يصنف كتابا ، فليبدأ بحديث " الأعمال بالنيات " . وهذا الحديث أحد الأحاديث التي يدور الدين عليها ، فروي عن الشافعي أنه قال : هذا الحديث ثلث العلم ، ويدخل في سبعين بابا من الفقه . وعن الإمام أحمد قال : أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث : حديث عمر : إنما الأعمال بالنيات وحديث عائشة : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وحديث النعمان بن بشير : الحلال بين والحرام بين . وقال الحاكم : حدثونا عن عبد الله بن أحمد ، عن أبيه أنه ذكر قوله عليه الصلاة والسلام : الأعمال بالنيات وقوله : إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ، وقوله : من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد فقال : ينبغي أن يبدأ بهذه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محمد النبي الأمي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ضياء الرحمن :: ¯−ـ‗۞۩ مـنـتــديـآت آلـدروس وآلمـنـآهـج آلشــرعـيه۩۞‗ـ−¯ :: مـنـتــدي الحديث وعلومه-
انتقل الى:  
سحابة الكلمات الدلالية
الشافعي الصلاة افضل حياة الجزء الامام الاول


cash 4 cars flat fee mls

محمد النبي الأمي Labels=0

.: عدد زوار المنتدى :.


MusicPlaylist
Music Playlist at MixPod.com
المواضيع الأخيرة
» وظيفة
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2017-10-19, 13:03

» تخفيضات هائلة .. عشان خاطر ست الحبايب
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2017-03-16, 19:25

» دعوة لزرع الأمل .. فى قلوب تحتاج إليك
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2017-03-16, 19:12

» الأيام العشر من ذي الحجَّة 2
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-09-02, 01:49

» الأيام العشر من ذي الحجَّة 1
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-09-02, 01:44

» أحكام عشر ذي الحجَّة 2
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-09-02, 01:28

» أحكام عشر ذي الحجَّة 1
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-09-02, 01:21

» فضل الحج وعشر ذي الحجة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي 2
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-09-02, 01:10

» فضل الحج وعشر ذي الحجة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-09-02, 01:04

» كِتَابْ مِنْ فَيضِ القُرْءَانِ الكََرِيمِ
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف عصام الكردي 2015-06-22, 14:38

» تعلن جمعية الأصالة عن حاجتها إلى محفظــات للقرآن الكـريم
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2015-05-05, 22:38

» معرض الأسر المنتجة فبراير 2015
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2015-02-18, 07:51

» السيرة الإجمالية قبل النبوة
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:27

» بناء الكعبة وقضية التحكيم
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:24

» زواجه بخديجة
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:21

» حياة الكدح
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:17

» حلف الفضول
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:14

» حرب الفِجَار
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:12

» بَحِيرَى الراهب
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:10

» يستسقى الغمام بوجهه
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:08

» إلى عمه الشفيق
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:05

» إلى جده العطوف
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:02

» إلى أمه الحنون
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-31, 00:00

» الأخلاق"""""""""""""""""""""""
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:56

» الحالة الاقتصادية
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:51

» صور من المجتمع العربي الجاهلي
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:48

» الحالة الدينية................
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:45

» شق الصدر
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:32

» شق الصدر
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:27

» في بني سعد
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:23

» في بني سعد
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:23

» المولد وأربعون عامًا قبل النبوة المولـــد
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:19

» الأسرة النبوية
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:13

» نسب النبي صلى الله عليه وسلم
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2015-01-30, 23:09

» معرض الأسر المنتجة الأول 2015
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2015-01-26, 10:17

» اسم الله الرزاق
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-22, 22:54

» الآية السادسة والعشرون قوله تعالى { إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم } .
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-22, 00:11

» "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّاِ" مريم 96
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 23:54

» تفسير ::: الزلزلة
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 23:46

» ضوء الفجر نعمة من الله 2
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 23:43

» ضوء الفجر نعمة من الله 1
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 23:39

» تاسعًا : الفوز بغنيمة قيمة
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:53

» سابعًا : الحصول على شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية المطلقة
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:51

» سادسًا : ازدياد العلم لدى من ينشره في الخلق
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:49

» خامسًا : الظفر بالعون والمدد من الله
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:46

» رابعًا : الخروج من تبعة الكتمان
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:40

» ثالثًا : التأسي بأنبياء الله ورسوله
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:37

» ثانيًا : الفوز بصلاة الله
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:33

» ثانيًا : الفوز بصلاة الله
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:29

» الأجر العظيم في نشر العلم
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:27

» حــوار شيـــــق بيـن فــــــخ وعـصـفــــــورا..!!
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-10-21, 22:15

» تستحى وهى فى الكفن .. فما بال الأحياء لا يستحون
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 21:19

» المـــوت ايا عبد كم يراك الله عاصيا حريصا على الدنيا وللموت ناسيا
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 21:11

» من أتقن سياسة "التغافل" أراح نفسه و أراح الناس من حوله
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 20:55

» حين تؤمن بأن الله قادر على تغييرك من حال إلى حال، ستجد الطمأنينة ملأت قلبك هي وراحة البال
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 20:08

» الدكتوره دعاء الراوي: قبل أن تيقظوا أطفالكم
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 20:01

» ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 19:46

» الفتور أمر طبيعي في حياة المسلم..
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 19:45

» يشرع لمن أراد أن يضحي إذا دخل في العشر الأول من ذي الحجة
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 19:41

» ✿ فضل العشر والعمل الصالح فيها ✿
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2014-09-28, 19:37

» ما جاء فى صلاة التهجد
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:31

» اسئلة واجوبة في السيرة النبوية 6
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:31

» مِنْ بَيّنْ كُلِ الأدْياَن لِماذا الإسْلامْ
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:31

» المنار المنيف في الصحيح والضعيف
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:30

» المقيت .........................
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:30

» اسئلة فقهية للمراءة المسلمة
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:29

» ............ طواف الوداع
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:28

» أذكـــــــار المســـاء
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:28

» فضائل سورة القدر
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:28

» ماذا تفعل من لم تستطع تحري ليلة القدر لعذر شرعي.. وهل يفوتها الأجر فإذا كانت الإجابة بنعم هل يحل لها استخدام حبوب تأخير الدورة؟
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:20

» Quran Translations
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:20

» صفات الحجاب الشرعي
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:19

» ماذا قالو هؤلاء
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:19

» النجاح لا يقبل خيار الهزيمة والفشل".
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2014-08-02, 19:19

» جمـــع وتـوزيع 10.000 مصحــف
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-08-04, 20:10

» دليل الخير يفتح لك أبواب الخير فكن في قافلة خير الناس
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-08-04, 20:08

» 13 قصة موسى الكليم
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2013-07-03, 19:29

» هلاك فرعون وجنوده
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2013-07-03, 19:29

» 2 هلاك فرعون وجنوده
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2013-07-03, 19:28

» فصل فيما كان من أمر بني إسرائيل بعد هلاك فرعون
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2013-07-03, 19:28

» كتاب حصن المسلم كاملاً
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف اخوكم انور ابو البصل 2013-07-03, 19:27

» سهم الخير يأخذ بيدك لعمل الخير
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2013-06-29, 19:14

» في رمضان شارك ولو بكيلو وكن سببا في إسعاد الفقراء
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2013-06-29, 19:14

» مشـــروع إفطـــار صائـــم ضاعـــف صيامــك ب15 جنيه فقط
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2013-06-29, 19:13

» ختمة المراجعة للحفاظ مجاناً
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2013-06-29, 08:41

» رمضان على الأبواب فمن يشارك في سهم الخير
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2013-06-29, 05:19

» مشروع تطوع معنا فى رمضان
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف جمعية الاصالة 2013-06-26, 10:41

» لاااااااااا يــــامنتقبه ...!!
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-06-14, 10:15

» أهلا يم
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:50

» اهلا العابره
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:49

» اهلا نهى احمد
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:47

» قشر الموز و تبييض الاسنان
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:45

» ذكاء اكثر وجهد اقل
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:44

» ما معنى كلمة Nescafé؟؟؟ ومعلومات اخرى هتعجبكم بإذن الله
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:44

» 13 عادة يوميّة تسبّب لك حبّ الشباب
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:43

» بدء النشاط الصيفى المتميز
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:41

» دورة المدرس المعتمد TOT
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:40

» مشروع خطوة
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نبض الدموع 2013-05-22, 18:39

» 12 قصة موسى الكليم
محمد النبي الأمي I_icon_minitimeمن طرف نجمه بالسما 2013-05-11, 17:34